![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() تجارب حزقيا الملك الثلاث تجارب حزقيا تُماثِل تجارب أيوب الثلاث، وهي: 1. مقاومة أعدائه له (أي 13:1-21). لم يهتم سفر الأخبار بانجازات حزقيا العسكرية والسياسية، إنما أبرز أن خلاصه من جيش أشور تحت قيادة سنحاريب تحقق خلال الصلاة الطاهرة القادرة أن تُغَيِّرَ كل شيءٍ، لأن الله يقف مع صاحب القلب المُخْلِص. اشترك إشعياء مع حزقيا في الصلاة من أجل الخلاص من جيش سنحاريب (2 أخ 32: 20). 2. معاناته من المرض (أي 7:2-10). 3. معاناته من أصدقائه (أي 11:2-13). الظروف التي عاش فيها حزقيا الملك عاش حزقيا الملك في فترة عصيبة حيث امتدت إمبراطورية أشور وتَوَسَّعت جدًا، وصارت موضع رُعْب للأمم المحيطة بيهوذا. استسلمت الأمم لسلطان أشور، وأظهرت كل ترحيبٍ لجيشه، حتى يتجنَّبوا شره، ومع هذا لم تَسْلَمْ أُمة ما من عنف أشور وشراسته. لقد غزا شلمناصر ملك أشور مملكة إسرائيل، وأخضعها له. وها هو سنحاريب ملك أشور يود أن يغزو مملكة يهوذا ويخضعها لنفسه. بعد أن قام حزقيا بالإصلاحات الخاصة بالهيكل وعبادة الله الحيّ أثار عدو الخير سنحاريب ليفسد كل ما قام به حزقيا. هذا وقد بدأت بعض الأمم الخاضعة لأشور بالتمرُّد، فقد نجح الفلسطينيون في التخلُّص من سيطرة أشور عليهم. وكان كل من أدوم ويهوذا يود أن يكون لهم استقلالهم مثل الفلسطينيين، خاصة وأن فرعون مصر كان يحثهم على ذلك. عارض إشعياء بقوة هذا التمرُّد على أشور، ليس فقط لعدم ثقته في مصر التي كانت تثير الأمم على هذا التمرُّد، وإنما لإدراكه أن سياسة مصر وفلسطين لم تكن حسب مشيئة الله. لقد حثَّ النبي الملك حزقيا ألا يشترك في التمرُّد الذي كانت تحركه كوش ومصر (إش 18-19). في نظر الأشوريين في عام 712 ق.م أن حزقيا قام بهدم المذابح الأشورية التي كانت في أرض الموعد، لكنه على الأقل لم يشترك في التمرُّد العلني الذي قام به الفلسطينيون. في سنة 705 ق.م عندما قُتِلَ سرجون الثاني في معركة مع Cimmerians أثناء غزو آسيا الصغرى، تَعَرَّضت الإمبراطورية الأشورية مرة أخرى لمتاعب كثيرة بسبب العصيان. واجه الإمبراطور الجديد سنحاريب (704-681 ق.م) متاعب من كل جانبٍ. منها أن البابليين ثاروا على أشور، وكانوا يزدادون قوة حتى غلبوا أشور في القرن التالي. شعر حزقيا أن الوقت قد حان لاستقلال يهوذا، فكان يضغط على بعض الفلسطينيين للتحالف (2 مل 18: 8)، كما قام بتقوية حصون أورشليم، وحفر قناة تحت الأرض. كما أرسل مندوبين إلى مصر يطلب عونًا في تمرده. هاجم إشعياء النبي هذا الأسلوب (إش 30: 1-7)، لكن الملك لم يُعطِ اهتمامًا لنصائح النبي. احتاج سنحاريب إلى ثلاث سنوات تقريبًا ليحارب بابل، وفي عام 701 ق.م. صار مستعدًا للتحرُّك ضد حركات التمرُّد في الغرب. فقام بتغيير ملك صور الذي التجأ إلى قبرص، وتحطيمه لثورة الفينيقيين سنة 701 ق.م أدى إلى زوال أعظم أسطول بحري في البحر الأبيض المتوسط. بعد سقوط الفينيقيين، تحقق حزقيا أن سنحاريب سينطلق نحو يهوذا. وبالفعل قام سنحاريب بتدمير ست وأربعين مدينة مُحَصَّنة في يهوذا، وقام بترحيل سكانها. هذه هي الظروف التي دارت فيها الأحداث الواردة في هذا الأصحاح. بحسب ما ورد في يوسيفوس لم يكتفِ سنحاريب بما قَدَّمه حزقيا له، فوضع في قلبه مُحاصَرة المدينة تحت أي ظرف. إذ اقترب سنحاريب من أورشليم حسب حزقيا أن الموت حلَّ به، فإنه لم يعد يوجد أي مجال للحوار. لأن الدخول في حوار مع سنحاريب معناه التدمير الكامل للمدينة، فهو لا يَقْبَلُ أقل من هذا. هذا ما حدث سنة 722 ق.م في مملكة الشمال، فالمتوقَّع أنه سيسبي شعب يهوذا كما قام بسبي السامرة. بهذا لم يكن أمام حزقيا سوى الجهاد حتى الموت. |
|