v لكن دعونا نرى ما حدث لهؤلاء الذين دُفِعوا بسبب خطاياهم. مكتوب: "بسبب المديانيين عمل بنو إسرائيل لأنفسهم الكهوف التي في الجبال والمغاير والحصون. وإذا زرع إسرائيل، كان يصعد المديانيون والعمالقة وبنو المشرق عليهم، وينزلون عليهم ويُتلِفون غلة الأرض إلى مجيئك إلى غزة" (قض 6: 2-4). في الحقيقة تألم "إسرائيل حسب الجسد" (راجع 2 كو 10: 18) بمثل هذه الأمور. لقد زرع الأرض، وبسبب خطاياه سُلِّم لأيدي الأعداء الذين كانوا ينمون في القوة. ومن ثمار الأرض، "حصد فسادًا" (غل 6: 8).
أما بالنسبة لنا نحن الذين دُعينا إسرائيل حسب الروح، دعونا نتأمل فيما يمكن أن يحدث. قد نزرع، ولا يمكن للأعداء تدمير البذور التي نغرسها، أو تدبير المكيدة لغرس الأرض وفي ظرف آخر قد يُدَمَّر ما نزرعه.
يُعَلِّمنا بولس الرسول عن هذا الاختلاف في الزرع. اسمعوا ما يقوله: "من يزرع لجسده فمن الجسد يحصد فسادًا. ومن يزرع للروح فمن الروح يحصد حياة أبدية" (غل 6: 8). لهذا فالذين يزرعون للجسد يأتي المديانيون ويُدَمِّرون ما يزرعون، هؤلاء الذين تُدمَّر ثمارهم وتبيد. أما البذور التي تُزرَع للروح، فلا يستطيع المديانيون تدميرها. لأن قوات العدو لا تقدر أن تقوم على الحقول الروحية، ولا أن تنتهك قدسية حقول الروح المُفلِّحة التي لهؤلاء الذين لا يزرعون على الأشواك، بل يحرثون لأنفسهم حرثًا" (راجع إر 4: 3؛ هو 10: 12؛ مت 13: 22).