![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
v توجد أربع علامات بها يُعرَف كل نوعٍ من كبرياء المتعجرفين: وإذا اعتقدوا أنها وُهِبَت لهم من فوق، ولكن من أجل استحقاقاتهم الذاتية. أو دون تردد عندما يفتخرون بأن لديهم شيء وهو ليس لديهم، أو عندما يستخفون بالآخرين، ويرغبون أن يظهروا أنهم الوحيدون الذين لديهم ما لهم. يفتخر الشخص بأنه اقتنى سماته الصالحة من ذاته، مثل هذا يقول له الرسول: "أي شيء لك لم تأخذه؟ وإن كنت فد أخذت، فلماذا تفتخر كأنك لم تأخذ؟" (1 كو 4: 7) مَرَّة أخرى، يُحَذِّرنا ذات الرسول ألا نظن أن أية عطية من النعمة تُوهَب لنا عن استحقاقات سابقة، بقوله: "لأنكم بالنعمة مُخَلَّصون بالإيمان، وذلك ليس منكم، هو عطية الله. ليس من أعمالٍ كيلا يفتخر أحد" (أف 2: 8-9). ويقول عن نفسه: "أنا الذي كنتُ قبلاً مُجَدِّفًا ومضطهدًا ومفتريًا، ولكنني رُحمت" (1 تي 1: 13). في هذه الكلمات يعلن بوضوحٍ أن النعمة لا تُعطَى لمستحقين، حين يُعَلِّمنا الأمرين، أي استحقاق له عن أفعاله الشريرة، وأن ما ناله هو بواسطة حنو الله. لكن يفتخر البعض أن لديهم أمورًا بالحقيقة ليست لديهم، وذلك كما يتكلم الصوت الإلهي عن موآب بالنبي: "أنا عرفت كبرياءه وعجرفته، وأن فضيلته ليست حسب (استحقاقاته)" (راجع إر 48: 30). وقيل لملاك كنيسة لاودكية: "لأنك تقول إني أنا غني، وقد استغنيت، ولا حاجة لي إلى شيء، ولستَ تَعْلَم أنك أنت الشقي والبائس وفقير وأعمى وعريان" (رؤ 3: 17). والبعض في استخفافهم بالغير، يرغبون في الظهور أنهم الوحيدون أصحاب سمات صالحة يتَّسمون بها. هكذا نزل الفريسي من الهيكل دون أن يتبرَّرَ، لأنه وصف نفسه كما لو كان في موقفٍ فريدٍ، مستحقًا للأعمال الصالحة، ومَيَّز نفسه عن العشار المتوسل. يُحَذِّرنا الرسل القديسون من خطية الكبرياء هذه. فإنهم إذ رجعوا من كرازتهم، وقالوا في كبرياء: "يا رب حتى الشياطين تخضع لنا باسمك" (لو 10: 17)، فلكي يحفظهم من الفرح بهذه العطية الفريدة لعمل المعجزات... أجابهم الرب للحال، قائلاً: "رأيت الشيطان ساقطًا مثل البرق من السماء" (لو 10: 18). البابا غريغوريوس (الكبير) |
![]() |
|