![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() فَتَرَكَ مَشُورَةَ الشُّيُوخِ الَّتِي أَشَارُوا بِهَا عَلَيْهِ، وَاسْتَشَارَ الأَحْدَاثَ الَّذِينَ نَشَأُوا مَعَهُ، وَوَقَفُوا أَمَامَهُ [8] تَرْكُه مشورة الشيوخ واستشارته للأحداث لم يكن للتعرُّف على مشورة أخرى، فيقارن بين المشورتين، إنما رفض مشورة الشيوخ لأنها ليست حسب هواه. فإنه لا يريد أن يخدم، بل أن يَتسلَّط. يليق بالخادم أن يسمع للشيوخ كما للشباب، إذ يتطلع إلى المجتمع كله بشيوخه وأطفاله وشبابه ونسائه كأسرة واحدة تتفاعل معًا بروح الحُبِّ والوحدة في تواضعٍ أمام الرب. يُحَدِّثنا آباء الكنيسة عن حاجة الشباب إلى الشيوخ، كما الشيوخ إلى الشباب. يقول الرسول: "كونوا جميعًا خاضعين بعضكم لبعض، وتسربلوا بالتواضع، لأن الله يقاوم المستكبرين، وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة" (1 بط 5:5). بدأ أليشع الشاب يعمل مع إيليا الشيخ. يُعجَب القديس أمبروسيوس بالعمل المُشترَك بين الخدام الشيوخ والشبان، فلكل منهم دوره المكمِّل للآخر. v ما أجمل الوِحْدة بين الشيخ والشاب. واحد يشهد، والآخر يعطي راحة. واحد يقود، والآخر يعطي سرورًا... ماذا عن إيليَّا وأليشع؟ مع أن الكتاب المقدس لم يتكلَّم كثيرًا عن أليشع أنَّه كان شابًا، إلا أنه يمكن أن نفهم أنَّه كان الأصغر. في أعمال الرسل أخذ برنابا مرقس معه، وبولس سيلا (أع 15: 39-40) وتيموثاوس (أع 16: 3) وتيطس (تي 1: 5). نرى أيضًا تقسيم الواجبات بينهم. فالشيوخ يقودون، مُقدِّمين المشورة، والشبَّان يظهرون حيويَّة عملٍ. غالبًا كلهم متشابهون في الفضيلة، ولكنَّهم ليسوا في السنوات. يبتهجون في وحدتهم، كما كان بطرس ويوحنا. نقرأ في الإنجيل أن يوحنا كان شابًا، بشهادة كلماته نفسها، ومع هذا لم ينقص عن الشيوخ في الاستحقاقات والحكمة. يحمل سمات ناضجة وقورة وتعقُّلاً في ذهنه. القديس أمبروسيوس |
|