v عندما رغب بولس الطوباوي ألاَّ تبرد نعمة الروح المعطاة لنا، حذرنا قائلاً: "لاتطفئوا الروح" (1 تس 5: 19)، حتى نبقى شركاء مع المسيح. ذلك إن تمسكنا حتى النهاية بالروح الذي أخذناه، إذ قال: "لا تطفئوا..." ليس من أجل أن الروح موضوع تحت سلطان الإنسان، أو أنه يحتمل آلامًا منه، بل لأن الإنسان غير الشاكر يرغب في إطفاء الروح علانية، ويصير كالأشرار الذين يضايقون الروح بأعمال غير مقدسة.
فإذ هم بلا فهم، مخادعون، ومحبون للخطية، وما زالوا سائرين في الظلام، فإنه ليس لهم ذلك النور الذي يضيء لكل إنسانٍ آت إلى العالم (يو 1: 9).
لقد أَمسكت نار كهذه بإرميا النبي عندما كانت الكلمة فيه كنارٍ، قائلاً إنه لا يمكن أن يحتمل هذه النار (إر 20: 9)...
وجاء سيِّدنا يسوع المسيح المحب للإنسان لكي يلقي بهذه النار على الأرض، قائلاً: "ماذا أريد لو اضطرمت؟" (لو 12: 49).
لقد رغب الرب – كما شهد حزقيال (حز 18: 23، 32) - توبة الإنسان أكثر من موته، حتى ينتزع الشر عن الإنسان تمامًا، عندئذ يمكن للنفوس التي تنقت أن تأتي بثمرٍ. فتثمر البذور التي بذرها (الرب)، البعض بثلاثين والبعض بستين والآخر بمائة.
وكمثال، كليوباس وذاك الذي معه (لو 24: 32) مع أنهما كانا ضعفين في بداية الأمر بسبب نقص معلوماتهما، لكنهما أصبحا بعد ذلك ملتهبين بكلمات المخلص، واظهرا ثمار معرفتهما.
وبولس الطوباوي أيضًا عندما أمسك بهذه النار (رو 12: 11) لم ينسبها إلى دمٍ ولحمٍ، ولكن كمختبر للنعمة أصبح كارزًا بالكلمة (المسيح).