![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() استجابة الله لصلاة سليمان قدم سليمان صلاة بروح التواضع مع الشكر والحمد لله الذي وهبه هذا العمل كعطية إلهية. في نفس الوقت لم يطلب شيئًا لنفسه، بل طلب الرحمة للشعب. ولم ينسَ ولا تجاهل دور أبيه في العمل. لهذا استجاب الله لصلاته، لأنها تتناغم مع إرادة الله المقدسة. استجابة الصلاة علانية وَلَمَّا انْتَهَى سُلَيْمَانُ مِنَ الصَّلاَةِ، نَزَلَتِ النَّارُ مِنَ السَّمَاءِ، وَأَكَلَتِ الْمُحْرَقَةَ وَالذَّبَائِحَ، وَمَلأَ مَجْدُ الرَّبِّ الْبَيْتَ. [1] لم ترد في سفر الملوكاستجابة الصلاة علانية ومصادقة الله على تدشين الهيكل [1-6]. إنها صورة رائعة لخبرة المؤمنين لعربون السماء وهم بعد في هذا العالم، في هذا الجسد. قبل أن يتحرك سليمان بعد صلاته، أعلن الله بسرعة فائقة استجابته للصلاة بنارٍ نزلت من السماء. تكرر ذلك عندما قدم إيليا ذبيحة لله مقابل كهنة البعل الأربعمائة وخمسين وهم يصرخون ويجرحون أنفسهم من الصباح حتى الظهيرة (1 مل 18: 36-39). أيضًا نزلت نار من عند الرب، وأحرقت على المذبح المحرقة والشحم عند تكريس هارون رئيس الكهنة (لا 9: 24). ماذا يعني نزول النار؟ وما فاعليتها في حياة الحاضرين؟ 1. أعلن الله لسليمان كما لكل الحاضرين من القادة والشعب بطريقة علنية أنه استجاب لصلاة سليمان، مع قبوله للملك وللبيت الذي بناه والعبادة التي قُدمت وللشعب الحاضر الاحتفال. بنزول النار أظهر الله رضاه على موسى (لا 9: 24)، وجدعون (قض 6: 21)، وداود (1 أي 21: 26)، وإيليا (1 مل 18: 38). قيل بإشعياء النبي: "أخذت الرعدة المنافقين. من منَّا يسكن في نارٍ آكلة؟!" (إش 33: 14) 2. يرى البعض أن النار هنا تشير إلى حلول الله نفسه أو نزول مجده. فقد قيل: "الرب إلهك هو نار آكلة، إله غيور" (تث 4: 24). وعندما تحدّث الله مع موسى على جبل سيناء نزلت نار (خر 24: 16-17). هكذا حلّ الروح القدس على هيئة ألسنة نارية بعد أن تقدست الكنيسة بذبيحة المسيح المصلوب (أع 2: 3). 3. شجع هذا الإعلان الكهنة والشعب أن يستمروا في الاحتفالات المبهجة لمدة أربعة عشر يومًا، وتشجّع سليمان أن يمجد الله علانية. 4. نزول النار أيضًا على الذبيحة، يشير أن الله لم يرسل نارًا تأكلهم بسبب خطاياهم، إنما يرسلها على الذبائح فتلتهمها، إشارة إلى قبول الذبائح كفّارة عنهم، فيرتد غضبه عنهم. يلاحظ هنا أن النار لم تنزل عند نحر الذبائح، وإنما بعد إتمام الصلاة. فمع تقديم الذبيحة، يلزمنا أن ندخل في حوارٍ مع الله بكامل إرادتنا. فهو لا يدخل سفينة حياتنا بدون رضانا، فقد قيل: "فرضوا أن يقبلوه في السفينة" (يو 6: 21). 5. نزول النار أيضًا يشير إلى نزول روح الله الناري ليلهب قلوبنا بنار حبه، ويحرق أشواك الخطية والشهوات المفسدة. حين كان السيد المسيح القائم من الأموات يتحدث مع تلميذي عمواس، قال كل منهما للآخر: "ألم يكن قلبنا ملتهبًا فينا حين كان يكلمنا؟!" (لو 24: 32). 6. يرى بعض الآباء أن نزول النار يشير إلى نزول أحد السمائيين، إذ قيل إن خدامه نار ملتهبة (مز 104: 4). يرى القديس مار يعقوب السروجي أن ما حدث مع إيليا حيث أبصر تلميذه إليشع مركبات نارية وخيول نارية حول الجبل، وأيضًا نزول نارٍ عندما قدم إيليا ذبيحة أنها فِرق سماوية أو ملائكة. v عندما رغب بولس الطوباوي ألاَّ تبرد نعمة الروح المعطاة لنا، حذرنا قائلاً: "لا تطفئوا الروح" (1 تس 5: 19)، حتى نبقى شركاء مع المسيح. ذلك إن تمسكنا حتى النهاية بالروح الذي أخذناه، إذ قال: "لا تطفئوا..." ليس من أجل أن الروح موضوع تحت سلطان الإنسان، أو أنه يحتمل آلامًا منه، بل لأن الإنسان غير الشاكر يرغب في إطفاء الروح علانية، ويصير كالأشرار الذين يضايقون الروح بأعمال غير مقدسة. فإذ هم بلا فهم، مخادعون، ومحبون للخطية، وما زالوا سائرين في الظلام، فإنه ليس لهم ذلك النور الذي يضيء لكل إنسانٍ آت إلى العالم (يو 1: 9). لقد أَمسكت نار كهذه بإرميا النبي عندما كانت الكلمة فيه كنارٍ، قائلاً إنه لا يمكن أن يحتمل هذه النار (إر 20: 9)... وجاء سيِّدنا يسوع المسيح المحب للإنسان لكي يلقي بهذه النار على الأرض، قائلاً: "ماذا أريد لو اضطرمت؟" (لو 12: 49). لقد رغب الرب – كما شهد حزقيال (حز 18: 23، 32) - توبة الإنسان أكثر من موته، حتى ينتزع الشر عن الإنسان تمامًا، عندئذ يمكن للنفوس التي تنقت أن تأتي بثمرٍ. فتثمر البذور التي بذرها (الرب)، البعض بثلاثين والبعض بستين والآخر بمائة. وكمثال، كليوباس وذاك الذي معه (لو 24: 32) مع أنهما كانا ضعفين في بداية الأمر بسبب نقص معلوماتهما، لكنهما أصبحا بعد ذلك ملتهبين بكلمات المخلص، واظهرا ثمار معرفتهما. وبولس الطوباوي أيضًا عندما أمسك بهذه النار (رو 12: 11) لم ينسبها إلى دمٍ ولحمٍ، ولكن كمختبر للنعمة أصبح كارزًا بالكلمة (المسيح). البابا أثناسيوس الرسولي هذه هي عادة الكتاب المقدَّس الإلهي المُوحى به أنه يلقب الكلمات الإلهيَّة المقدَّسة أحيانًا باسم "نار"، ليظهر فاعلية الروح القدس وقوَّته، الذي به نصير نحن حارين في الروح. تحدَّث أحد الأنبياء القدِّيسين في شخص الله عن المسيح مخلِّص الجميع: "يأتي بغتة إلى هيكله السيِّد الذي تطلبونه وملاك العهد الذي تسرون به، هوذا يأتي قال رب الجنود؛ ومن يحتمل يوم مجيئه؟ ومن يثبت عند ظهوره؟ لأنه مثل نار الممحص ومثل أشنان القصّار، فيجلس ممحصًا ومنقيًا للفضة" (ملا 3: 1-3). يقصد بالهيكل الجسد الذي هو مقدَّس بالحق ليس فيه دنس، وُلد من العذراء القدِّيسة بالروح القدس بقوَّة الآب. فقد قيل للعذراء الطوباويَّة: "الروح القدس يحل عليكِ وقوَّة العلي تظللك" (لو 1: 35). وقد حسبه "ملاك (رسول) العهد، إذ جاء يكشف لنا عن إرادة الآب الصالحة ويخدمنا. كما يقول بنفسه: "لأني أعلمتكم بكل ما سمعته من أبي" (يو 15: 15)... وكما أن الذين يعرفون كيف ينقون الذهب والفضة يستخدمون النار... هكذا يطهّر مخلِّص الكل فكر كل الذين يؤمنون به بتعاليم بقوَّة الروح... بماذا نفسر الجمرة التي لمست شفتي النبي (إش 6: 6-7) وطهرته من كل خطيَّة؟ إنها رسالة الخلاص، والاعتراف بالإيمان بالمسيح، من يتقبل هذا في فمه يطهر. هذا ما يؤكده لنا بولس: "لأنك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع، وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات خلصت" (رو 10: 9). إذًا، نقول إن قوَّة الرسالة الإلهية تشبه جمرة حيَّة ونارًا. يقول إله الكل للنبي إرميا: "هأنذا جاعل كلامي في فمك نارًا، وهذا الشعب حطبًا فتأكلهم" (إر 5: 14)، "أليست هكذا كلمتي كنارٍ يقول الرب؟" (إر 23: 29) القديس كيرلس الكبير |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
فنسلك بروح التواضع الحقيقي |
بروح التواضع أحيد عن الشر |
بروح التواضع نلتقي معه لنقتنيه |
كتاب حياه الشكر مسموع علشان الشكر يجيب التواضع والمتواضع يعطيه الرب نعمه |
الشكر والحمد ليك يارب |