![]() | ![]() |
|
![]() |
|
|
|
أدوات الموضوع
![]() |
انواع عرض الموضوع
![]() |
|
#1
|
||||
|
||||
العودة والرجوع تأمل في مثل الابن الضال القس ايلاريون جرجس سلام ونعمة وبركة، يقدِّم لنا ربنا يسوع المسيح في إنجيل لوقا (15: 11-32) مثل الابن الضال، وهو أحد أعمق الأمثلة عن الرحمة الإلهية ومحبة الآب السماوي. هذا المثل ليس مجرد قصة عن خطية وعودة، بل هو إعلان عظيم عن قلب الله المملوء حبًا وشوقًا لعودة كل نفس تائهة. أولًا: رحلة السقوط – البحث عن الحرية المزيفة بدأ الابن الأصغر طريقه بطلب نصيبه من الميراث، وكأنه يقول لأبيه: "اعتبرني ميتًا بالنسبة لك وأعطني ما لي"، ورحل بعيدًا بحثًا عن الحرية والسعادة، لكن الحرية بعيدًا عن الله تتحول إلى عبودية للخطية. ظن أنه سيجد الحياة في البُعد، لكنه وجد المجاعة والذل. أصدقاء الخطية معه ما دام المال موجودًا، لكنهم تركوه في ضعفه. انتهى به الحال راعيًا للخنازير، رمزًا لانحطاط الإنسان حين يبتعد عن الله. ثانيًا: لحظة الصحوة – العودة إلى النفس في لحظة تأمل، "فرجع إلى نفسه" (لو 15: 17)، وهذه نقطة تحول أساسية. قبل أن يرجع إلى أبيه، رجع إلى وعيه وإدراكه أنه أخطأ. الخطية تفقد الإنسان هويته: كان ابنًا وصار عبدًا. الرجوع إلى النفس هو بداية التوبة الحقيقية. قرر أن يعود إلى أبيه معترفًا بخطيته، حتى ولو كخادم. ثالثًا: أحضان الأب المفتوحة – استقبال غير متوقع عندما قرر العودة، لم يكن يتوقع أن والده كان ينتظره يومًا بعد يوم، وعندما رآه من بعيد، ركض إليه وضمه، رمزًا لمغفرة الله غير المشروطة. لم يسمح له أن يكمل اعترافه، بل أسرع في رده كرامته. ألبسه الحُلَّة الأولى، خاتم البنوة، والحذاء، إعلانًا عن استعادته لمكانته. أقام وليمة الفرح، لأن "هذا ابني كان ميتًا فعاش، وكان ضالًا فوجد" (لو 15: 24). رابعًا: موقف الأخ الأكبر – أزمة القلب المغلق الأخ الأكبر كان يعيش في البيت لكنه لم يكن يعيش بروح البنوة، إذ امتلأ بالغيرة والرفض. وهذا يذكرنا بأن الخدمة بدون محبة تتحول إلى عبودية، والطاعة بدون علاقة تتحول إلى روتين فارغ. رفض مشاركة الفرح، لأنه كان يظن أن البر الذاتي يعطيه الحق في مكافأة. الآب خرج ليكلمه كما خرج للابن الضال، لأنه يريد خلاص الجميع. خامسًا: دروس روحية من المثل الله لا يفرض علينا العودة، لكنه ينتظر بشوق. التوبة تبدأ بالرجوع إلى النفس، ثم الرجوع إلى الله. المحبة الإلهية تستر وتغفر وتعيد الكرامة. الخطية تعمي الإنسان عن إدراك محبة الله، مثلما كان الأخ الأكبر أعمى عن فرح أبيه. ختامًا: نداء للرجوع مهما كانت المسافة التي ابتعدنا بها عن الله، الطريق إلى بيت الآب دائمًا مفتوح. لا تدع الكبرياء أو اليأس يمنعك من العودة، لأن الله لا يريد مجرد عبيد، بل يريد أبناءً يتمتعون بحبه وحنانه. فلنعد إليه اليوم بقلب تائب، لأنه سيخرج إلينا فاتحًا ذراعيه ليضمنا إليه بفرح عظيم. له كل المجد إلى الأبد، آمين |
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الله يتقبل دوما العودة إذا كانت صادقة | الابن الضال | Ramez5 | صورة وتعليق | 1 | 13 - 03 - 2023 09:58 AM |
الصوم الكبير† انجيل الابن الضال بصوت معزى الانبا رافائيل † احد الابن الضال | أسامة سمير | العظات المسموعة | 2 | 22 - 03 - 2022 05:39 AM |
الابن الضال والنعمة الغنية | walaa farouk | أمثال الكتاب المقدس | 1 | 03 - 06 - 2019 12:18 PM |
من هو الابن الضال في قصة الابن الضال ؟ الاصغر ام الاكبر ولماذا ( دعوة عامة للحوار) | حياة بالمسيح | أمثال الكتاب المقدس | 3 | 18 - 04 - 2017 10:14 PM |
العودة - الابن الضال | Mary Naeem | كلمة الله تتعامل مع مشاعرك | 6 | 01 - 04 - 2013 08:00 AM |