![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() وَالْبَيْتُ الْعَظِيمُ غَشَّاهُ بِخَشَبِ سَرْوٍ غَشَّاهُ بِذَهَبٍ خَالِصٍ، وَجَعَلَ عَلَيْهِ نَخِيلاً وَسَلاَسِلَ. [5] بالنسبة لزينة الهيكل، فقد كان عمل الأخشاب رائعًا للغاية، ومع هذا فكان مُغشَّى بذهبٍ خالصٍ [5]. كان البيت العظيم مُغَشَّى بخشب السرو، الذي غشاه بذهبٍ خالصٍ، وجعل عليه نخيلاً وسلاسل. من جهة الخشب الذي يُستخدَم في بيت الرب فيرى العلامة أوريجينوس أنه خشب لا يسوس يشير إلى العلم أو العفة التي لا تشيخ[2] ولا تفسد. أما عن الذهب، فكما سبق فكررنا في تفسيرنا للكتاب المقدس يشير إلى السماء، والنخيل يشير إلى النصرة، والسلاسل تشير إلى الوحدة وارتباط الكل معًا كما بسلاسل ذهبية. هذا ما تتسم به كنيسة المسيح إذ تحمل الفكر السماوي، وتتمتع دومًا بحياة النصرة في جهادها ضد إبليس والخطية، وأن يتحد كل أعضائها معًا كجسدٍ واحدٍ للرأس المسيح، وعروسه السماوية المقدسة. يرى العلامة أوريجينوس أن الذهب هو الإيمان الذي يجعل من القلب سماءً، لذا يُشِير إلى السماويات، كما يُشِير إلى القديسين بكونهم سماءً يسكن الله في قلوبهم. يقول: [إن آمنت تُقَدِّم قلبك وعقلك ذهبًا!... لأجل ذلك فإن موسى وهو يُمَثِّل الناموس الروحي يعلن "خذوا من عندكم" (خر 35: 5). إن كنتم تستطيعون أن تأخذوا هذه الأشياء من عندكم، فهي إذن في داخلكم. تستطيع أن تُقَدِّم للرب شيئًا من مشاعرك، ومن كلماتك الخ.] ويرى الأب ميثوديوس أن الذهب يُشير إلى حياة البتولية، إذ يقول: [لقد أمر بالذهب (أن تصنع منه أدوات داخل قدس الأقداس) لسببيْن: أولاً أنه لا يصدأ، وثانيًا أن لونه إلى حدٍ ما يُقارب لون الشمس. بهذا فهو يناسب البتولية التي لا تحمل شيئًا دنسًا أو غضنًا، إنما تشع دائمًا بنور الكلمة. خلالها نقف قريبين من الله، داخل قدس الأقداس وأمام الحجاب بأيدٍ غير دنسة كالبخور، نقدم الصلوات للرب رائحة ذكية مقبولة، في مجامر الأربعة وعشرين قسيسًا (الذهبية) التي هي صلوات القديسين.] |
|