"هَلُمِّي مَعِي مِنْ لُبْنَانَ يَا عَرُوسي،
مِنْ لُبْنَانَ، هَلُمِّي،
انْظُرِي مِنْ رَأْسِ الإيمان، مِنْ رَأْسِ شَنِيرَ وَحَرْمُونَ،
مِنْ خُدُورِ الأُسُودِ، مِنْ جِبَالِ النُّمُورِ"
القديس غريغوريوس النيصي في هذه العبارات إعلان عن العطش المتزايد بغير حدود لتبعية العروس لعريسها، إذ يقول: [من يقوم متجهًا نحو الله يختبر على الدوام ميلًا مستمرًا لتقدم متزايد]. ويفسر عبارة العريس "هَلُمِّي مَعِي مِنْ لُبْنَانَ Libanus يَا عَرُوسُ" هكذا:
[قصد بهذا: لقد فعلتي حسنًا إذ قمتي معي حتى الآن، وجئتي معي إلى جبل البخور. لقد دفنتي معي في المعمودية حتى الموت، لكنك قمتي وصعدتي في شركة لاهوتي... والآن ارتفعي من هنا وتعالي إلى قمتين آخريتين، فتنمين وتصعدين على الدوام خلال المعرفة... ما دمتي قد بلغتي هذا الارتفاع فلا تتوقفين عن الاستمرار في التسلق... هذا اللبان هو بدء إيمانك الذي به اشتركتي في القيامة. إنه بدء تقدمك لنوال نعم أعظم. اعبري وتعالي من هذه البداية -أي الإيمان- وانك تصلين لكنك لا تتوقفين عن العبور الدائم والاستمرار في القيام].
ويرى القديس في دعوتها أن تعبر معه "مِنْ خُدُورِ الأُسُودِ مِنْ جِبَالِ النُّمُورِ"، إن الإنسان وقد جعلت منه الخطية وحشًا مفترسًا كالأسد والنمر، فإنه قد تحول عن هذه الطبيعة... لكن العريس يخشى على عروسه أن تنكص إلى الخطية مرة أخرى، لهذا يدعوها أن تخرج دومًا عن أعمال إنسانها القديم، إنها دعوة الجهاد المستمر المرتبط بحياة الإيمان...