عندما رأى يوناثان صدمة داود وحزنه، لم يكن له من الشجاعة الأدبية التي تؤهله للاعتراف بأن أباه يريد قتل داود. فحاول تهدئة داود بالهروب من الواقع قائلاً: «حاشا. لا تموت. هوذا أبي لا يعمل أمرًا كبيرًا ولا أمرًا صغيرًا إلا ويخبرني به. ولماذا يخفي عني أبي هذا الأمر. ليس كذا» (1صم20: 2). كان هذا كذب، لأن شاول كان قد سبق وقال علانية ليوناثان وعبيده أن يقتلوا داود (1صم19: 1).
لم يجهل يوناثان برمي شاول الحربة على داود، ولا بالتعليمات المعطاة للعبيد بقتله (19: 11)، ولا بالرسل الذين بُعِثوا للقبض عليه (19: 20)، ولا عندما تبع شاول داود في الرامة (19: 22). فبالرغم من علم يوناثان بأن أباه يتوق إلى دم داود، إلا أنه قال له: «لأنه لو علمت أن الشر قد أُعدّ عند أبي ليأتي عليك، أ فما كنت أُخبرك به؟» (20: 9).