![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() تحت ظلك اشتهيت الحياة! *اسمح لي يا مخلصي أن أنعم بروحين من روح إرميا النبي. فتتفجّر في داخلي ينابيع دموع مرّة، إذ أرى مدينتك المقدسة أورشليم، قد خُرِّبت وتدنَّست وفقدت بهاءها. *أسير مع النبي العجيب، فأتأمل أورشليمي الداخلية. لا لأبكي عليها فحسب، وإنما أشتهي أن أجلس عند ظل صليبك، وأتنسم الحياة الجديدة بك وفيك! خطيتي تفقدني الأحاسيس السماوية، وتفسد شوقي نحو الحياة الملائكية. وأحسب الشركة معك أمرًا مستحيلًا. تنحني نفسي نحو التراب، لألهو في وحل هذا العالم. *أصرخ إليك كرضيعٍ قد لصق لسانه بحنكه. أعماقي جفّت، إذ يقتلني العطش. لم تستطع كل مياه العالم أن ترويني. لأني تركتك أنت ينبوع المياه الحيّة. *في غباوتي كثيرًا ما تركتك، يا أيها الخبز النازل من السماء. قتلني الجوع المهلك. أقتنيك وأتناول جسدك واهب الحياة. ليعمل روحك القدوس فيّ. فأجد في إنجيلك خبزًا فريدًا. أنت هو شبعي الدائم، لماذا ستجدي طعامًا من آخر غيرك؟! *تتمرّر نفسي وأنا أرى الأمراء والنبلاء في شوارع أورشليم، عوض تمتعهم بالموائد الفاخرة يستجدون الخبز. لقد اقمتني يا ملك الملوك ملكًا، وقدمت لي الشركة في المائدة السماوية. لماذا أتجاهل سماواتك بمائدتها، وأنحدر إلى العالم ألتمس ما له؟! *لتترك نفسي الجولان في شوارع العالم وأزقّته، وأنطلق بروحك القدوس، يجلسني في السماويات، أتمتع بفيض نعمتك وغنى خيراتك الفائقة. *هوذا خطاياي تحرمني من التمتع ببهائك. ألتقي بك يا أيها النور الحقيقي. لتشرق في داخلي يا شمس البرّ. *هوذا العدو لا يتوقف عن إغرائي! ينصُب لي الشباك، ويخفي الفخاخ في طريقي. لترفعني، فلا تتعثّر قدميّ في فخاخ العالم. لتنطلق بي من مجدٍ إلى مجدٍ، فلا أسقط في عبودية إبليس. لأنعم بنيرك الحلو وحملك الخفيف، فأتحرر من نير الخطية وعبودية إبليس. *كيف يهدأ العدو وهو يراني قد تمتعت بالبنوة لأبيك؟ يصوِّب سهامه إليَّ، لأسقط في ضيق أفقه، ويحرمني من اتساع حبك. يفقدني الحب والحنو، ويلقي فيَّ بذار البغضة والحسد. لأجلس تحت ظل صليبك، فينفتح قلبي لكل البشرية، حتى لمقاوميّ. *تلطَّخت شوارع أورشليم بالدم بسبب خطاياها. فقدت قدسيتها، وصارت دنسة حتى في أعين الغرباء. من يُقيم في أعماقي هيكلًا مقدسًا لك، سوى روحك القدوس الناري؟! ويقيم في داخلي فردوسًا مقدسًا، يدهش السمائيين والأرضيين! *أراد صدقيا الملك أن يهرب، طار جيش الكلدانيين كالنسور السريعة. التقطوه بأظافرهم، وقتلوا أولاده أمام عينيه. فقأوا عينيه، وقيّدوه بسلاسل نحاسية، ليقضي كل بقية حياته في دار السجن. من ينقذني من هذه النسور المهلكة، سوى صليبك، قوة الله للخلاص؟! * أختفي فيك يا ملجأي الإلهي، فلن تقدر كل قوات الظلمة أن تتسلل إليّ. لن تقدر قوة ما أن تهلك طاقاتي، ولا أن تفقدني بصيرتي، لأنها عطيتك لي! في ظلك أعيش لا بين الأمم المقدسة فحسب، بل وبين الطغمات السماوية. في ظلك أتمتع بأمجادٍ سماويةٍ أبديةٍ، أنعم بمجد أبناء الله الحيّ. لك المجد أيها المصلوب محب البشر! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تحت ظله اشتهيت أن أجلس |
تحت ظله اشتهيت أن أجلس |
”تحت ظله اشتهيت أن أجلس |
تحت ظلة اشتهيت الجلوس |
شهوة اشتهيت |