![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() إشارات ورموز من العهد القديم السحابة منيرة ومظلمة في آن واحد: لكننا الآن نريد أن نتوقف على الوضع الذي كانت فيه السحابة في خروج ١٤، وكيف فصلت بين شعب الله وبين المصريين. يقول الوحي: «وَكَانَ فِي هَزِيعِ الصُّبْحِ أَنَّ الرَّبَّ أَشْرَفَ عَلَى عَسْكَرِ الْمِصْرِيِّينَ فِي عَمُودِ النَّارِ وَالسَّحَابِ، وَأَزْعَجَ عَسْكَرَ الْمِصْرِيِّينَ» (خر١٤: ٢٤). فماذا يعني القول: ”عَمُود النَّار وَالسَّحَاب“؟ فنحن نعرف أنه في المعتاد كان السحاب في النهار، وكان عمود النار في الليل، وأما في تلك الليلة فقد كان من ناحية شعب الله نار تُنير، ومن ناحية المصريين سحابة مُعتمة (خر١٤: ٢٠). إذًا فنفس السحابة كانت مُعتمة من ناحية المصريين، مُضيئة من ناحية شعب الله. ومصر في الكتاب المقدس ترمز إلى العالم، ونحن نجد في أماكن كثيرة من الوحي النظرة المتباينة بين المؤمنين وبين غير المؤمنين. فمثلاً يقول الرسول: «إِنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الْهَالِكِينَ جَهَالَةٌ، وَأَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ الْمُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ الله» (١كو١: ١٨). ويقول أيضًا: «لأَنَّنَا رَائِحَةُ الْمَسِيحِ الذَّكِيَّةِ ِللهِ، فِي الَّذِينَ يَخْلُصُونَ وَفِي الَّذِينَ يَهْلِكُونَ. لِهؤُلاَءِ رَائِحَةُ مَوْتٍ لِمَوْتٍ، وَلأُولئِكَ رَائِحَةُ حَيَاةٍ لِحَيَاةٍ» (٢كو٢: ١٥، ١٦). والأمر نفسه أيضًا ينطبق على عطية الروح القدس. لقد قال المسيح عن الروح القدس: «وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّيًا آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ، ١٧ رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي لاَ يَسْتَطِيعُ الْعَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ، لأَنَّهُ لاَ يَرَاهُ وَلاَ يَعْرِفُهُ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْرِفُونَهُ لأَنَّهُ مَاكِثٌ مَعَكُمْ وَيَكُونُ فِيكُمْ» (يو١٤: ١٦، ١٧). |
|