![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() عدم إثمارهم 10 «وَجَدْتُ إِسْرَائِيلَ كَعِنَبٍ فِي الْبَرِّيَّةِ. رَأَيْتُ آبَاءَكُمْ كَبَاكُورَةٍ عَلَى تِينَةٍ فِي أَوَّلِهَا. أَمَّا هُمْ فَجَاءُوا إِلَى بَعْلِ فَغُورَ، وَنَذَرُوا أَنْفُسَهُمْ لِلْخِزْيِ، وَصَارُوا رِجْسًا كَمَا أَحَبُّوا. 11 أَفْرَايِمُ تَطِيرُ كَرَامَتُهُمْ كَطَائِرٍ مِنَ الْوِلاَدَةِ وَمِنَ الْبَطْنِ وَمِنَ الْحَبَلِ. 12 وَإِنْ رَبَّوْا أَوْلاَدَهُمْ أُثْكِلُهُمْ إِيَّاهُمْ حَتَّى لاَ يَكُونَ إِنْسَانٌ. وَيْلٌ لَهُمْ أَيْضًا مَتَى انْصَرَفْتُ عَنْهُمْ! 13 أَفْرَايِمُ كَمَا أَرَى كَصُورٍ مَغْرُوسٍ فِي مَرْعًى، وَلكِنَّ أَفْرَايِمَ سَيُخْرِجُ بَنِيهِ إِلَى الْقَاتِلِ». 14 أَعْطِهِمْ يَا رَبُّ. مَاذَا تُعْطِي؟ أَعْطِهِمْ رَحِمًا مُسْقِطًا وَثَدْيَيْنِ يَبِسَيْنِ. فقد إسرائيل الفرح الروحي الداخلي أولًا بسبب بحثهم عن طرب الشعوب ولهو الأمم مرتكبين الزنا عن إلههم فتحولت عبادتهم إلى خبز محزن [ع1، 6]، وثانيًا لأن وقت الجزاء قد حلّ ليكتشفوا خطأ معاييرهم فمن كانوا يظنونه مجنونًا وأحمق إذا به النبي الحق، ومن كانوا يحسبونه نبيًا يطيب خاطرهم إذا به المجنون الأحمق [ع7، 9]، وأما السبب الثالث لفقدانهم الفرح فهو تغير طبيعة إسرائيل، فعوض كونه عنبًا في البرية وباكورة تين سلّم نفسه للخزي، وصار في طبيعته رجسًا بهواه، إذ يقول: "وجدت إسرائيل كعنب في البرية، رأيت آباءكم كباكورة على تينة في أولها، أما هم فجاءوا إلى بعل فغور ونذروا أنفسهم للخزي وصاروا رجسًا كما أحبوا" [ع10]. وقد سبق لنا التعليق على هذه العبارة في مقدمة السفر. عوض أن يكون إسرائيل عنبًا شهيًا في عينيّ الله وسط برية قاحلة وتينًا بكرًا، صار بهواه نذرًا ومأكلًا لبعل فغور التي تعني "بعل الفجور" أو "سيد الفجور". لقد سلم نفسه بهواه للشيطان سيد الفجور فتحول من حالة الإثمار المبهجة لله وله إلى حالة العقم. تحولت طبيعته من طبيعة مفرحة إلى طبيعة مملوءة كآبة ومرارة نفس. ارتباطهم ببعل فغور حطم طبيعتهم ونزع عنهم أيضًا كرامتهم ودخل بهم إلى العار والخزي فلا تكون فيهم حالة ولادة، إذ لا تحبل نساؤهم، بل يكن عقيمات، وإن حبلن وولدن فالله نفسه يثكلهن، حاكمًا على أولادهن بالموت، إذ يقول: "إفرايم تطير كرامتهم كطائر من الولادة ومن البطن ومن الحبل؛ وإن ربوا أولادهم أتكلهم إباهم حتى لا يكون إنسان" [ع11-12]. لقد صار إفرايم -في شرّه- كالطائر الذي يطير على الدوام، ليس له عش يستقر فيه ليضع فيه بيضًا ويكون له صغار! إنها صورة مؤلمة للإنسان الذي تسحبه الخطية من عشه الحقيقي الذي هو "مذبح رب الجنود" ليهيم في الجو بلا مستقر، فيقضي أيام غربته بلا راحة ولا طمأنينة، ولا يكون له صغار، أي ثمر روحي يخلد اسمه في الأبديّة. هذا العقم هو ثمر طبيعي للهروب من العش الإلهي، والانصراف عن الله واهب الثمر... فإنهم إذ ينصرفون عنه ينصرف هو عنهم ويسقطون تحت الويل الأبدي: "ويل لهم أيضًا متى انصرفت عنهم" [ع12]. سقط إسرائيل في حالة العقم خلال عبادته للبعل والعشتاروت، إذ اعتقد فيهما إنهما إلهيّ الإثمار والخصوبة، لذلك يقول النبي: "أعطيهم يا رب، ماذا تعطي؟ أعطهم رحمًا مسقطًا وثديين يبسين" [ع14]. |