![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() «مُسْتَعِدِّينَ دَائِمًا لِمُجَاوَبَةِ كُلِّ مَنْ يَسْأَلُكُمْ عَنْ سَبَبِ الرَّجَاءِ الَّذِي فِيكُمْ، بِوَدَاعَةٍ وَخَوْفٍ»... ليس المقصود هنا أن نحاول لفت انتباه الناس مِن حولنا ببعض التصرفات والسلوكيات التي تبدو روحية، حتى يسألوننا عن سبب الرجاء الذي فينا، لأننا بهذا سنصبح مثل الكتبة الذين «يَرْغَبُونَ الْمَشْيَ بِالطَّيَالِسَةِ، وَالتَّحِيَّاتِ فِي الأَسْوَاقِ، وَالْمَجَالِسَ الأُولَى فِي الْمَجَامِعِ، وَالْمُتَّكَآتِ الأُولَى فِي الْوَلاَئِمِ. الَّذِينَ يَأْكُلُونَ بُيُوتَ الأَرَامِلِ، وَلِعِلَّةٍ يُطِيلُونَ الصَّلَوَاتِ» (مر12: 38-40)، وقد حذر الرب تلاميذه من هذه السلوكيات الخاطئة؛ لكن المقصود هنا هو أن يأتي سؤال الناس لنا كنتيجة لحياة القداسة التي يلاحظونها في تفكيرنا وكلامنا وتصرفاتنا، فلا بد للناس أن تلاحظ الاختلاف الشديد والتباين الواضح بيننا وبين جميع من هم حولنا، بسبب مخافة الله التي تملأ قلوبنا، مما يجعلهم لا يحتملون السكوت فيأتون إلينا ويسألوننا عن السبب. إننا لا نقصد لفت انتباههم لكننا نحمل في قلوبنا مخافة الله، ونُقدّسه في كل تصرف، فتكون النتيجة الطبيعية أن يسألنا الناس عن السبب. فكيف لا يسألوننا وهم يلاحظون الصدق الخالص في عالم تملؤه الأكاذيب والضلالات، والأمانة الشديدة في عالم يملؤه الخداع والمكر، يلاحظون محبتنا الباذلة المضحية في عالم ينادي بالكراهية وحب الذات والتعصب الأعمى، حتمًا سيسألوننا. قارئي العزيز: ربما تكون إحدى مؤشرات القداسة أن يقترب منك بعض مِمَن تتعامل معهم ويسألونك عن سبب السلام الذي يملأ قلبك رغم المخاوف، وعن سر الابتسامة التي تعلو وجهك رغم الظروف التي تمر بها، ويستفسرون عن سر الهدوء والطمأنينة التي تتصرف بها رغم ما تلقاه من اضطهاد ومتاعب شتى، وربما يتعجبون من الحب الصادق الذي يملأ قلبك من نحوهم رغم ما يُظهرونه لك من تعنت وتعصب ومضايقات. هل حدث معك ذلك يومًا ما؟ هل مخافة الله تملأ قلبك وتترك أثرًا واضحًا في سلوكك أمام الناس؟ هل حياة القداسة تملأ أعماقك وتبدو واضحة في جوانب حياتك دون أن تفتعلها أو تحاول إظهارها عن عمد؟ ألا تشتاق لهذه الحياة التي تشبع قلب الله وتُثير التساؤلات في قلوب الناس؟ إذًا فلا سبيل أمامنا إلا أن نُقَدِّسُ الرَّبَّ الإِلهَ فِي قُلُوبِنا، مُسْتَعِدِّينَ دَائِمًا لِمُجَاوَبَةِ كُلِّ مَنْ يَسْأَلُنا عَنْ سَبَبِ الرَّجَاءِ الَّذِي فِينا، بِوَدَاعَةٍ وَخَوْفٍ. |
![]() |
|