فيما يلي تعليقات القديس غريغوريوس أسقف نيصص على ما ورد في سفر نشيد الأناشيد (نش 2: 12).
* إن صدى الصوت يجعل الفصل ممتعًا، ويتردد غناء الطيور في بساتين الفاكهة، ويصل صدى صوت اليمامة الشجي إلى آذاننا... جاء من منح الربيع لنفوسنا. فأمر ريح الشر التي أهاجت البحر أن تسكن: "وقال للبحر أسكت أبكم. فسكت الريح وصار هدوء عظيم" (مر 4: 39). فأصبح كل شيء هادئا وابتدأت حياتنا في الازدهار وازدانت بالبراعم والأزهار، وتمثل الأزهار الفضيلة في حياتنا التي تُثمر في مواسمها. لذلك يقول كلمة الله: "لأن الشتاء قد مضى، والمطر مرّ وزال. الزهور ظهرت في الأرض. بلغ أوان القَضْب وصوت اليمامة سُمع في أرضنا" (نش 2: 11-12)...
يقول العريس: "انظروا فإن المروج مزدهرة بأزهار الفضيلة. هل ترى هذا النقاء في جمال النرجس العبق؟ هل ترى ورد التواضع والبنفسج الذي يمثل رائحة السيد المسيح الزكية؟ لماذا إذن لا تعمل تاجًا من هذه الزهور؟ فهذا هو موسم قَضْب الزهور! وتعمل فرعًا تاجًا لتزين به نفسك؟ قد حلّ موسم التقليم. يشهد بذلك صوت اليمامة، إنه يشبه، "الصوت الصارخ في البرية" (مت 3: 3) فيوحنا المعمدان هو اليمامة. هو الذي تقدم هذا الربيع المنير، الذي أنبت لبني البشر الزهور الرائعة للقضب، وقدمها لكل من رغب في جمعها. إنه هو الذي بيّن لنا "ويخرج قضب من جذع يسىَّ" (إشعياء 11: 1)، "هو حمل الله الذي حمل خطية العالم" (يوحنا 1: 29). وهو الذي أوضح لنا التوبة عن الخطية والحياة حسب الفضيلة. يقول النص: "سُمع صوت اليمامة في أرضنا": وهي تُنادى "يا أرض" هؤلاء الذين أُدينوا لخطيتهم، هؤلاء الذين يُطلِق عليهم الإنجيل العشارين والزناة، الذين سمعوا صوت يوحنا المعمدان بينما البقية لم تقبل تعاليمه.