منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 06 - 12 - 2024, 11:29 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,305,413

راحة الله




راحة الله

من بداية أسفار الكتاب المقدس ونحن نسمع عن راحة الله إذ قال الكتاب «فَأُكْمِلَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَكُلُّ جُنْدِهَا. وَفَرَغَ اللهُ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ مِنْ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. فَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ» (تك2: 1, 2)، ومن المؤكد أن كلمة “استراح” لا تعني أنه تعب، لأنه حاشا له أن يتعب، إذ هو «لاَ يَكِلُّ وَلاَ يَعْيَا» (إش40: 28)، ولكنها تعني “سُرّ بصنع يديه”.
فالله، في صلاحه، كان يود بأن يدخل بهذه الخليقة إلى راحته، إذ يستمتع الخالق بصنيع يديه، وتتمتع الخليقة بجود خالقها وإنعامه عليها. ولكن الخطية دخلت في مشهد الصفاء فعكَّرته، والنقاء فلوثته، والبراءة فدنستها؛ وهكذا تحولت راحة الانسان إلى شقاء وعناء، ولم يجد الله لنفسه راحة في مشهد كهذا، ترزح فيه خليقته تحت «عبودية الفساد»، ولم يكن هذا باختيارها بل من أجل ما فعله الإنسان الأول، بعصيانه وانخداعه بمكر الحية، وبالتالي سقط وعانت الخليقة من سقوطه هذا مرارة المذلة، تحت عبودية إبليس وقسوته.
وفي هذا المشهد المهين لم يجد الله لنفسه راحة، فتأجلت الراحة، ولكنها لم تُفقد نهائيًا، فالله دائمًا في النهاية ينتصر.
دعا الرب شعبه القديم وهم من أرض العبودية - مصر - واجتاز بهم البرية المخيفة، قاصدًا لهم الراحة في أرض كنعان، وأقام لهم موسى وسيطًا، وهارون كاهنًا، ويشوع قائدًا محاربًا. وهذا الأخير هزم به جموع الأمم، محقِّقًا النصر لشعبه، حتى يتسنى لهم الدخول. فهل دخلوا؟ نعم. وهل استراحوا؟ لا. ولماذا؟ لسبب عدم الإيمان كما يقول الكتاب «لأَنَّهُ لَوْ كَانَ يَشُوعُ قَدْ أَرَاحَهُمْ لَمَا تَكَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ عَنْ يَوْمٍ آخَرَ. إِذًا بَقِيَتْ رَاحَةٌ لِشَعْبِ اللهِ!» (عب4: 8، 9). وهكذا حتى الراحة المؤقَّتة خسرها الإنسان متمثلاً في إسرائيل، وهكذا أيضًا تعطَّلت وتأجلت راحة الله نفسه. ومن ذلك كله نفهم أن الراحتين لم تُفقدا، بل تأجلتا، إلى أن يأتي مَن يُزيل آثار الخطية والعصيان من أمام الله في الخليقة. ولكن من هو؟ وكيف السبيل؟
أما عن السؤال الأول: مَنْ هو؟

فيُجيبنا المعمدان مُشيرًا إلى الرب يسوع المسيح: «هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ» (يو1: 29). نعم إنه الوحيد الذي رضي ويصلح، والوحيد الذي قَبِل وينفع، لهذه المهمة المستحيلة على أي مخلوق من كل الخلائق، من أدناها إلى أسماها.
وأما عن السؤال الثاني: كيف السبيل؟
فيجيبنا بولس الرسول قائلاً: «وَأَنْ يُصَالِحَ بِهِ الْكُلَّ لِنَفْسِهِ، عَامِلاً الصُّلْحَ بِدَمِ صَلِيبِهِ، بِوَاسِطَتِهِ، سَوَاءٌ كَانَ مَا عَلَى الأَرْضِ أمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ » (كو1: 20). وستأتي اللحظة التي يدخل الرب يسوع أولاً بالخليقة إلى راحة إسرائيل المؤجَّلة، ثم إلى راحة الله الأبدية للخليقة، والتي تعطلت لسبب العصيان ودخول الخطية. وفي الأولى يتفوق الرب يسوع على يشوع، وفي الثانية على آدم الأول الترابي.
ولكن متى؟ وكيف؟
وفي النبوات يضع الرب السؤال أمام شعبه قائلاً لهم: «هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: السَّمَاوَاتُ كُرْسِيِّي، وَالأَرْضُ مَوْطِئُ قَدَمَيَّ. أَيْنَ الْبَيْتُ الَّذِي تَبْنُونَ لِي؟ وَأَيْنَ مَكَانُ رَاحَتِي؟» (إش66: 1). صحيح في يومنا الحاضر لا يوجد مكان مادي يسكن فيه الله بروحه، فالله الآن لا يسكن في مصنوعات الأيادي، ولكنه يُوجَد بيت روحي، يُمارس فيه كهنوت مقدس، وتُقدَّم من خلاله ذبائح روحية لا مادية دموية، وفيه يجد الله راحته وسروره. ويمكن القول إنه لا يوجد اليوم على الأرض موضع راحة لله (إش66: 1)، بل يوجد لله بيت روحي (1بط2: 5)، ومسكن في الروح (أف2: 22)؛ إنه كنيسة الله الحي. ولن يكون للرب علاقة مع الأرض، إلا بعد إزالة آثار الخطية منها وتجديدها، حينئذ يجد الله لنفسه راحة، وهذا ما سيتم مسقبلاً في مُلك الرب يسوع «فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يُقَالُ لأُورُشَلِيمَ: لاَ تَخَافِي ... الرَّبُّ إِلَهُكِ فِي وَسَطِكِ جَبَّارٌ يُخَلِّصُ. يَبْتَهِجُ بِكِ فَرَحًا. يَسْكُتُ (يستريح) فِي مَحَبَّتِهِ. يَبْتَهِجُ بِكِ بِتَرَنُّمٍ» (صف3: 16، 17).
بقي لنا أن نتكلم عن الراحة الأبدية، وهذه هي التي كان يجب أن تدخل إليها الخليقة، حيث أعد الله لها سبتًا (أي راحة)، وفقدتها، وذلك حين يكمل المسيح وينجح في كل ما كلَّفه به الله باعتباره ابن الإنسان، ذاك الذي «مَسَرَّةُ الرَّبِّ بِيَدِهِ تَنْجَحُ» (إش53: 10).
وحين تدخل الخليقة إلى راحة الله الأبدية تحت قيادة الرأس المجيد، الذي أزال بعملة كل مسببات الخطية ونتائجها، زمنيًا وأبديًا، نكون قد خرجنا خارج دائرة الزمن، وتكون الأرض الجديدة والسماء الجديدة مستقَرًّا للبر الإلهي (2بط3: 13)، حسب مقياس الله، ووفق مقتضيات قداسته، كي يكون الله الكل في الكل (1كو15: 28). في هذا فقط تتحقق راحة الله الأبدية، حيث كل ما يعكِّر الصفو يكون قد أُزيح إلى مستقره الأبدي في النار الأبدية، تحت القضاء الأبدي من الله.
هكذا فإن الله لن يستريح في مشهد الخطية وعربدة الشيطان وعبثه بكل ما صنعته يد الله جميلاً، إنما الراحة تتحقق حين يصفو الجو تمامًا منها، ويُطرح العدو خارجًا. ونحن، من سكن فينا روحه القدوس، نشارك الله ذات موقفه من الخطية ومشاعره البغيضة تجاهها، إلى أن يأتي الوقت الذي نشاركه فيه راحته الأبدية في مشهد ملكوت ربنا يسوع المسيح الأبدي (2بط1: 11). وإلى أن يحقق الله لنفسه كل ذلك، ويُشركنا معه، ليتنا نعيش منفصلين - نهجًا وحياة - عن عالم مستقل عن الله (رو12: 2)، لنختبر إرادة الله عاملة فينا، وحياة يجد الروح القدس فيها مجالاً لراحته، ونشاطًا لشهادة عن ربنا يسوع المسيح، الذي بذل نفسه لأجلنا بموته على الصليب، له مع أبينا المجد والسلطان الآن والى يوم الدهر. آمين.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
فراحة الله تعني راحة الذين يستريحون في الله
راحة الله تعني راحة الذين يستريحون في الله
المحرومين من راحة البال و راحة القلب 🙏❤️
صلوا لاجل المحرومين من راحة البال و راحة القلب
راحة يا الله


الساعة الآن 03:34 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025