كان هناك ابن عاق، ضلَّ سبيل التقوى،وهجر طرق البر؛فاستدعت أمه الخادم ليتكلم إليه عسى أن يتحسن الحال. ولكن الولد لا يؤمن بالله، ولا بأيشيء في الوجود. جاء الخادم وتحدث إليه بأنيترك خطاياه ويعترف بها للرب، فردَّ الشاب: "لكني لا أؤمن بهولا بأي شيء آخر". فقال الخادم: "ولكنك تؤمن بمحبة أمكلك". فأجاب: "أنا أعلم أنها تحبني". "إذًا أنت تؤمن بشيءصالح في هذا العالم. أتركك الآن وصلِّ بعد خروجي للمحبة"..
احتقر الابن الخادم، وشعر بأنه من الحماقة أن يصلي إلى المحبة، ولكنه كان قد وعده بأنه سيصلي للمحبة، فركع وصلى قائلاً: "أيتها المحبة أتوسل إليكِ: ساعديني.. سامحيني". فللوقت وكأن السماء انشقت ورنّت في قلبه أجراس محبة الله، وتذكَّر آية تعلّمها في طفولته «الله محبة». فخرج من غرفته فرحًا، وجرى نحو أمه، وطوّقها بذراعيه، وقال لها: ”أماه. لقد وجدت المحبة.. بل وجدت الله“.