لقد كان أهل سدوم أشرارًا وخطاة لدى الرب جدًا (تك13: 13)، وقال الرب لإبراهيم: إن صراخ سدوم وعمورة قد كثر وخطيتهم قد عظمت جدًا، ومع ذلك قد تمهل الله عليهم، ولم يوقع عليهم القضاء مباشرة، وذلك لطول أناته، وأعطاهم فرصًا كثيرة للتوبة والرجوع إليه، ولكنهم بالأسف رفضوا. فلقد تعامل معهم باللطف (رو2: 4) إذ أعطاهم خيرًا زمنيًا كثيرًا، إذ كانت أرضهم كجنة الرب كأرض مصر (تك13: 10)، ولكنهم لم يستجيبوا. ثم قدم لهم إنذاره، حيث سمح لهم بالهزيمة في المعركة ثم السبي، ولكن إبراهيم أنقذهم (تك14). ثم أرسل لهم الملاكين، ولكنهم بالأسف أرادوا فعل الشر معهما بالقوة، وحتى عندما ضُربوا بالعمى كانوا مُصرّين على خطيتهم، إذ مكتوب: «عَجِزُوا عَنْ أَنْ يَجِدُوا الْبَابَ» (تك19: 11).
وبعد طول أناة الله معهم، وعدم توبتهم عن شرورهم وعنادهم وفجورهم أحرقهم بالنار «إِذْ رَمَّدَ مَدِينَتَيْ سَدُومَ وَعَمُورَةَ، حَكَمَ عَلَيْهِمَا بِالاِنْقِلاَبِ، وَاضِعًا عِبْرَةً لِلْعَتِيدِينَ أَنْ يَفْجُرُوا» (2بط2: 6).