![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هو كله جنس جنس!! ![]() بقلم: باسنت موسى الصراحة كده أنا مش بحب مصطلح" جنس" لأنه بإعتقادى أن الإنسان الحقيقي القادر على فهم طبيعته البشرية الراقية لا يمارس جنسًا بحياته- باستثناء فترة المراهقة -والتي يكون فيها الإلحاح البيولوجي أعلى من أي قيمة أخري،وإن كان للأسف هناك من تمتد مشاعرهم المراهقة لسنوات طويلة فيعشيوا محكومين بإلحاح غريزي مقيت، يعوقهم عن ممارسة فنًا جديدًا للتواصل مع الأخر ألا وهو " ممارسة الحب" المُسمى جنس ببلادنا بل وبكامل منطقتنا العربية. إذن فما سبب اختياري للعنوان " هو كله جنس جنس"؟ حقيقة الواقع الذي أعيشه ، ذلك الواقع الذي أصبحت كل مفرداته وقضاياه ليست إلا محفزات للتفكير الجنسي وليس ما هو أبعد من ذلك. فمنذ أن اعتلت جماعة الإخوان المسلمين الحكم في وطني،أصبح"الجنس" هو قضيتنا الوحيدة المهمة التي يري من يحكموا بلادنا وأتباعهم من ذات المدرسة السياسية – التي تعتقد أن الدين عبادة وسياسة وحياة وما بعد الحياة- أننا شعوب لا ترتقي لمرتبة الإنسان أو الفصائل العليا من الحيوانات التي تميز وتحمل شعورًا،وإنما نحن بمنظور هؤلاء الحاكمين لنا الآن، لسنا إلا كائنات دنيا حقيرة لا تفهم ومن ثم لا تفكر تغتصب بلا وعي كل شيء وأي شيء،لهذا تقوم تلك التيارات السياسية بكافة تشكيلاتها بالتحرك ومخاطبتنا بأشكال مختلفة لعكس مبدأ واحد يفهموه عنا ملخصه "إننا شعوب حقيرة متدنية". والتعامل مع شعب " متدني حقير" كما يراه هؤلاء يكون موزع على عده مسارات. أولًا: التأكيد لنا دائمًا عبر رسائل متنوعه بأن كل مذهب سياسي،خارج إطار رؤية تلك التيارات – التي تحكم الآن -لايهدف سوى لجعل ممارستنا الجنسية التي نقوم بها في الخفاء، على أكمل وجه بغطاء العفاف الأسود الملتحفة بها نسائنا "علانية" ولأن هؤلاء يُدركون جيدًا حقارتنا ورغبتنا في التستر،يلعبون معنا بما يتماشي مع حجم التدني الذي نحياه، فيكسبون أرضيات جديدة لفرض المزيد من سيطرتهم علينا وقتل كل ما هو فطري من إنسانيتنا. ثانيًا: إدخالنا في دوامة كبيرة لا نهاية لها من أزمة النص المقدس مع الجسد، وبالطبع ليس أي جسد وإنما تحديدًا جسد الأنثى، ليبدءوا بعد إدخالنا الدوامة تلك في منحنا تصورات غريبة عن رضي الله ،فتبدأ الإناث في التستر والتخفي والحجب عن المجتمع والحياة والتفاعل معها لصالح نوال مايُسمى برضا الله،وأحيانًا تمنح جسدها للاغتصاب من قبل رجل بلقلب "زوج" خوفًا أيضًا من ذلك الله الذي صور لها أن رضاءه عنها مرتبط بسلوكها الجسدي،ومن تلك النقطة تحديدًا يبدأ هؤلاء في بداية رسم شكل المجتمع الذي يرضوه، ويتحقق لك الرضا الذي يبتغيه مموليهم ويحولونا نحن لكائنات جنسية هلامية ساذجة لا تنتج أي مقاومة حقيقة لمن يريد ابتلاعها بتجريدها من إنسانيتها التي ميزها بها الله عندما خلقها. الجنس غريزة موجودة لدى كل الكائنات،أما الحب فسلوك إنساني يحركه لكي يتخذ شكلاً جسديًا للتعبير العقل والقلب والمشاعر والعاطفة وليس أي شيء أخر،كما أن تقييمه لايخضع سوى لقيم كل إنسان وليس أي منظومة أخري أو نص مقدس ما،فهل لنا أن نحسم فكرنا عن الجنس والحب والجسد ؟ هل لنا أن نفرق فيما بينهم وننتصر لإنسانيتنا ونتمسك بها؟ هل لنا أن نقول لمن يستغلنا كفي؟؟ أأمل ذلك ولنرتفع بنظرنا وفكرنا عن نصفنا الأسفل الذي سيأخذنا التفكير به وفيه لأسفل سافلين الحضارة الإنسانية المعاصرة. "شكة" ** أي فكر بالحياة بلا عمل لتحقيقه، ليس إلا ميتًا لايستحق سوى الترحم عليه لأنه لم يخرج للنور. ** لا كلمة من الصعب جدًا تفعيلها خاصة إذا خرجت والقلب مجبر عن الاقتناع بها لأن العقل قام بمنطقتها. |