![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() هل الشعور بالغيرة من صديق آثم؟ كيف يمكنني التوبة؟ إن مسألة ما إذا كان الشعور بالغيرة من صديق ما خطيئة هي مسألة تتطلب تفكيراً دقيقاً وفهماً رحيماً لطبيعتنا البشرية. دعونا نتعامل مع هذا الأمر بلطف وحكمة، ساعين إلى فهم قلب الله في هذا الأمر. يجب أن ندرك أن العواطف نفسها، بما في ذلك الغيرة، ليست خاطئة بطبيعتها. إنها جزء من خبرتنا البشرية التي منحنا إياها الله. ما يهم هو كيفية استجابتنا لهذه المشاعر وما إذا كنا نسمح لها بأن تقودنا إلى أفكار أو أفعال خاطئة. يذكّرنا الرسول يعقوب قائلاً: "إِذَا جُرِّبَ أَحَدٌ فَلاَ يَقُلْ أَحَدٌ: إِنَّ اللهَ يُجَرِّبُنِي. لأَنَّ اللهَ لاَ يُجَرَّبُ بِالشَّرِّ، وَلاَ يُجَرَّبُ أَحَدٌ، بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ حِينَ تَجُرُّهُ شَهْوَتُهُ الشِّرِّيرَةُ وَيُغْرَى" (يعقوب 1: 13-14). هذا يشير إلى أن الشعور الأولي بالغيرة ليس خطيئة في حد ذاته، لكنه يمكن أن يصبح مدخلاً للخطية إذا قمنا بتغذيته أو تصرفنا فيه بطرق ضارة. ولكن يجب أن نكون يقظين أيضًا، لأن الغيرة يمكن أن تقودنا بسرعة إلى الضلال إذا لم نكن حذرين. يحذّرنا سفر الأمثال أن "الْقَلْبُ فِي سَلاَمٍ يُعْطِي الْحَيَاةَ لِلْجَسَدِ، أَمَّا الْحَسَدُ فَيُنْتِنُ الْعِظَامَ" (أمثال 14:30). الغيرة المطولة يمكن أن تفسد روحنا وتفسد علاقاتنا. إذن، كيف يمكننا التوبة والابتعاد عن مشاعر الغيرة تجاه أصدقائنا؟ الخطوة الأولى هي الاعتراف بهذه المشاعر أمام الله. يجب أن نأتي بغيرتنا إلى نور محبته، لأنه "إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل ويغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم" (1 يوحنا 1:9). بعد ذلك، يجب أن نتفحص جذور غيرتنا. غالبًا ما تنبع من عدم الأمان أو الخوف أو الشعور بالنقص في حياتنا. من خلال تحديد هذه المشاكل الكامنة، يمكننا معالجتها بمعونة الله وشفائه. يمكننا بعد ذلك أن نختار بنشاط أن نفرح بنعم أصدقائنا، متبعين نصيحة بولس "افرحوا مع الفرحين" (رومية 12: 15). يمكن أن يكون فعل الاحتفال هذا شكلاً قويًا من أشكال التوبة، حيث نبتعد عن الحسد ونتجه نحو المحبة. إن ممارسة الامتنان لنعمنا هي خطوة حاسمة أخرى. فبينما نركز على صلاح الله في حياتنا، يتضاءل إغراء مقارنة أنفسنا بالآخرين. أخيرًا، يجب أن نسعى إلى النمو في فهمنا لمحبة الله الفريدة لنا. عندما نستوعب حقيقة أننا "مَخْلُوقُونَ بِخَوْفٍ وَعَجَبٍ" (مزمور 139: 14)، نصبح أكثر أمانًا في هويتنا في المسيح وأقل عرضة للغيرة. تذكروا أن التوبة ليست مجرد الشعور بالندم، بل هي الرجوع إلى الله والسماح له بتحويل قلوبنا. من خلال نعمته يمكننا أن نتغلب على الغيرة وننمو في محبة أصدقائنا، ونفرح بأفراحهم كما نفرح بأفراحنا. |
|