شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القس أنطونيوس فكري
التثنية 13 - تفسير سفر التثنيه
الآيات 2،1:- اذا قام في وسطك نبي أو حالم حلما واعطاك اية أو اعجوبة. ولو حدثت الآية او الاعجوبة التي كلمك عنها قائلا لنذهب وراء الهة اخرى لم تعرفها و نعبدها.
مصادر الإنحراف متعددة:
1-النبوة الكاذبة وهذه موجودة في كل عصر.
2-علاقات القرابة والدم (كما سقط سليمان).
3-الإنحراف الجماعى لأنه خطر إذ يتشبه الفرد بالمجتمع.
وهذه المصادر الثلاث للإنحراف تُعالج في هذا الإصحاح. وهنا ينبه موسى شعبه أن يحذر لئلا تأتيهم العثرة من نبى كاذب. وقد يقوم بعمل معجزة فالمعجزة ليست دليل صدق الشخص الذي تمت على يديه فالسحرة أيام موسى في مصر عملوا معجزات. وكيف نُميز؟, إذا دعانا الشخص الذي يعمل المعجزة أن نرتبط بالله فهو صادق وإن نادى بغير ذلك صار كاذبًا. الحالم = هو الشخص الذي يدَّعى أنه يرى أحلامًا وقد يتحقق بعضها بعمل الشيطان.
آية3، 4:- فلا تسمع لكلام ذلك النبي أو الحالم ذلك الحلم لان الرب الهكم يمتحنكم لكي يعلم هل تحبون الرب الهكم من كل قلوبكم ومن كل انفسكم. وراء الرب الهكم تسيرون واياه تتقون ووصاياه تحفظون وصوته تسمعون واياه تعبدون وبه تلتصقون. يمتحنكم = ليس لأنه لا يعلم، بل الله سمح بوجود أمثال هؤلاء الأنبياء الكذبة لأنه يُعطى الناس حسب قلوبهم " يعطيك الرب حسب قلبك مز 4:20 " فهم الذين يطلبون الإنحراف فإذا ظهر شخص كاذب يسيرون وراءه لأنهم يُريدون ذلك وفي ذلك إظهار لما في قلوبهم وهذا ما سيدانون بسببه في اليوم الأخير. " وهذا سبب ظهور ضد المسيح في أواخر الأيام"
آية5:- ذلك النبي أو الحالم ذلك الحلم يقتل لانه تكلم بالزيغ من وراء الرب الهكم الذي اخرجكم من ارض مصر وفداكم من بيت العبودية لكي يطوحكم عن الطريق التي امركم الرب الهكم ان تسلكوا فيها فتنزعون الشر من بينكم.
ليس فقط يرفض النبي الكاذب بل عليهم أن يقتلوه لإزالة سبب الفتنة والعثرة
الآيات 6-8 و اذا اغواك سرا اخوك ابن امك أو ابنك أو ابنتك أو امراة حضنك أو صاحبك الذي مثل نفسك قائلا نذهب ونعبد الهة اخرى لم تعرفها انت ولا اباؤك. من الهة الشعوب الذين حولك القريبين منك أو البعيدين عنك من اقصاء الأرض إلى اقصائها. فلا ترض منه ولا تسمع له ولا تشفق عينك عليه ولا ترق له ولا تستره. قد تأتى الغواية عن طريق أقرب الأقرباء وسليمان النبي بالرغم من حكمته سقط في عبادة الأوثان حينما أغوته زوجاته بذلك. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). ولا تستره = لا تتستر على خطية (مت37:10)
آية9-11:- بل قتلا تقتله يدك تكون عليه اولا لقتله ثم ايدي جميع الشعب اخيرا. ترجمه بالحجارة حتى يموت لانه التمس ان يطوحك عن الرب الهك الذي اخرجك من ارض مصر من بيت العبودية. فيسمع جميع إسرائيل ويخافون ولا يعودون يعملون مثل هذا الامر الشرير في وسطك.
عقوبة مثل هذا الموت بشهادة الشهود. وكان الشخص الذي أبلغ عنه يرجمه أولًا.
آية12-14:- ان سمعت عن احدى مدنك التي يعطيك الرب الهك لتسكن فيها قولا. قد خرج اناس بنو لئيم من وسطك وطوحوا سكان مدينتهم قائلين نذهب ونعبد الهة اخرى لم تعرفوها. وفحصت وفتشت وسالت جيدا واذا الامر صحيح واكيد قد عمل ذلك الرجس في وسطك. بنو لئيم = بنو بليعال. هؤلاء أناس بلا ناموس وغير صالحين لشيء ولا يأتي من ورائهم سوى الأضرار
(قض 13:20). إذًا هي صفة للإنسان الشرير عديم المنفعة. التحذير هنا من الفتنة الجماعية أي مدينة بأكملها إنحرفت للعبادة الوثنية. حتى لا يُقلد الأبرياء الأغلبية المنحرفة. من وسطك = أي من الشعب. وهكذا كل المُبتدعون والهراطقة يخرجون من وسط الكنيسة.
آية16،15:- فضربا تضرب سكان تلك المدينة بحد السيف وتحرمها بكل ما فيها مع بهائمها بحد السيف. تجمع كل امتعتها إلى وسط ساحتها وتحرق بالنار المدينة وكل امتعتها كاملة للرب الهك فتكون تلا إلى الابد لا تبنى بعد. تحرق.. كل أمتعتها بالنار = حتى لا تكون الغنائم سبب لإفتعال حرب دينية للنهب وهذا قد نفذه بنى إسرائيل في حرب جبعة (قض19-21) وكان ذلك بسبب خطية بنيامين.
الآيات 18،17:- و لا يلتصق بيدك شيء من المحرم لكي يرجع الرب من حمو غضبه ويعطيك رحمة يرحمك ويكثرك كما حلف لابائك. اذا سمعت لصوت الرب الهك لتحفظ جميع وصاياه التي انا اوصيك بها اليوم لتعمل الحق في عيني الرب الهك
ترتبط نهاية آية (17) ببداية آية (18) هكذا يرحمك ويكثرك.. إذا سمعت.....