
02 - 11 - 2012, 08:59 AM
|
 |
† Admin Woman †
|
|
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,334
|
|
من يقتل الرئيس؟
أصبحت أخبار القبض على أعضاء من الجماعات الجهادية والتكفيرية، وضبط آلاف الأسلحة الثقيلة والخفيفة من الأمور العادية فى حياتنا اليومية، حتى صرنا نقرأها مثلما نقرأ الطالع وأخبار الإضرابات والاعتصامات اليومية. لا يستوقفنا خبر مفزع لإطلاق نيران على أطفال فى سيناء أو ضبط أعداد من التكفيريين فى محافظات مصر المختلفة يعدون لتفجيرات مختلفة بعربات مفخخة فى أكثر من مكان فى وقت واحد أول أيام العيد. ولم تقف الأخبار عند هذا الحد، بل وصلت إلى الكشف عن أن هذه الجماعات التى أفرج عن بعض أفرادها بقرار رئاسى وتنتمى لتنظيمات مثل القاعدة وجند الله والسلفية الجهادية كانت تخطط لاغتيال الرئيس وبعض الشخصيات السياسية. ومع ذلك كل شىء عادى وهادئ فى مصر، مشغولون بمليونيات الشريعة ورفضها وصراعات الدستور الجديد بين السلفيين والإخوان والليبراليين. مصر ترتدى أقذر ثيابها استعداداً لتكون أفغانستان أو العراق أخرى ونحن نتسابق فى ثقب السفينة وليغرق الجميع. بعد تولى الرئيس محمد مرسى الحكم بقليل لاحظنا جميعاً ارتفاع وتكثيف مستوى الحراسة عليه بصورة لافتة للنظر ومستفزة إلى أقصى حد، ولم يكن هناك تفسير لذلك إلا أن يكون الرئيس فى خطر حقيقى، وهناك معلومات عن استهدافه أو أن أجهزة الأمن تحاول فرض هيمنتها على الرئيس وإثبات ولائها التام له فيتسلل الخوف إلى نفسه ويسلم لها القيادة فيتحول مثل سابقه بعد أن كان شاهراً جرأته وبساطته وإحساسه المفرط بالأمان فى الأيام الأولى من حكمه. هل الرئيس مرسى مستهدف؟ ومَن يريد التخلص منه وهو القادم للحكم لأول مرة من قلب تيار إسلامى وانتخابات تبدو حتى الآن نزيهة؟ لا شك أن الكثيرين ممن ينتمون للنظام السابق وتعرضوا للسجن أو لخسائر مالية فادحة أو يشعرون بأن مستقبلهم لن يكون فى ظل هذا الحكم يتمنون على أقل تقدير أن يزول هذا الحكم، ولن يحدث هذا إلا بالتخلص من رأس الحكم على أمل حدوث فوضى فى البلاد تستدعى تدخل الجيش لنبدأ من تحت الصفر. أيضاً هناك من الجماعات الإسلامية من ترى أنها أولى بالحكم لإعلاء شأن الإسلام الذى لم يتحقق -حسب وجهة نظرهم- مع حكم الإخوان حتى الآن، ولا يرون فى انتهاج الديمقراطية التى يمارسونها اضطراراً أى أمل، وقد يرون فى كثرتهم القدرة للسيطرة على البلاد فى حال التخلص من الرئيس. يرى البعض أيضاً أن تياراً فى جماعة الإخوان المسلمين قد يضطر للتخلص من الرئيس بأى وسيلة إذا استمرت خسائر الإخوان على ماتسير عليه الآن وحتى لا يخرج الحكم من الجماعة بهذه السرعة لتكون بداية جديدة خاصة أن لا أحد يجرؤ على اتهام الإخوان بالتخلص من رجلهم، مع ما يتردد عن أن الرئيس يبتعد عن الجماعة لأنهم لا يرون ما يراه ويعوقون عمله بصور مختلفة. لو أضفنا إلى كل هذا أجهزة مخابرات العالم التى تعمل فى مصر الآن وبعضها لا يحب لمصر الاستقرار مثل إسرائيل أو لديها ثأر مثل سوريا، أو كل التيارات والجماعات الإرهابية التى تكفّر الرئيس وكل قادة التيارات السياسية يصبح الاغتيال هدفاً رئيسياً لها لتحقيق أهدافها. إذن الصورة مفزعة وقاتمة مع توقع حدوث عملية إرهابية فى أى لحظة وانعكاس ذلك على السياحة والاستثمار مما يؤدى إلى انهيار فوق الانهيار الاقتصادى الذى نعيشه والذى سيقود البلاد حتماً إلى ثورة جياع لن ينجح أحد فى مواجهتها. أليس كل هذا بكافً لنفيق ونؤجل كل صراعاتنا الصغيرة الآن لنبحث كيف ننقذ مصر من الكابوس القادم.
الوطن
|