قبل داود التجارب التي أتت عليه ولم يتذمر، أو يسأل لماذا هذه التجارب، بخلاف أيوب الذي اعترض على الله، وهذا يبين خضوع داود لله.
طلب داود من الله أن يجربه بهذه التجارب، ولا يقصد أن يعرف الله نقاوته، فالله عالم بكل شيء. ولكن يقصد أن يجربه الله، فيعرف داود نفسه، ويكتشف أخطاءه ليعالجها بقوة الله، مثلما يمتحن الذهب بالنار ليتخلص من الزغل، أو الشوائب؛ لذلك قال داود "صفّى" قلبى وكليتاى؛ أي أعماق نفسي حتى تكون نقية تمامًا.
كلمة الله تفحص الإنسان وتجربه وتظهر خفايا قلبه، ليتنقى من كل شر.
قول داود "جربنى - امتحنى - صفى" يعلن ثقته في نقاوة قلبه نحو ظالميه، واستعداده إن وجد أي شر أن ينقيه الله منه.
الكلية والقلب أعضاء داخلية، فهي تمثل أعماق داود التي يبغى تنقيتها، خاصة وأن الكلية تقوم بتنقية الدم من السموم، والقلب يقوم بتوزيع الدم النقى لتغذية كل أعضاء الجسم. فإذا فحصت الكلى والقلب وتنقت يكون الإنسان كله نقيًا.