قداسة البابا شنودة الثالث
إن البيئة الشريرة قد لا تكتفي بإطفاء الروح، بل قد يزداد تأثيرها وتستطيع أن "تفسد الأخلاق الجيدة" (1كو15: 33). وربما تؤثر على الإيمان ذاته! وعلى كسر النذر!
ما حدث للوط البار في أرض سادوم، إذ قال عنه الكتاب " إذ كان البار بالنظر والسمع وهو ساكن بينهم يعذب يومًا فيومًا نفسه البارة بالأفعال الأثيمة" (2بط2: 8). بل كان لابد أن يخرج هذا الرجل البار من تلك البيئة. وهكذا قال له الملاك:
" اهرب لحياتك... ولا تقف في كل الدائرة" (تك19: 17).
لقد فقط لوط حرارته الروحية في أرض سادوم. وكلماته فقدت حرارتها وتأثيرها لذلك قيل عنه حينما دعا أصهاره إلى الخروج من سادوم، إنه " كان كمازح في أعين أصهاره" (تك19: 24).
يدخل في البيئة أيضًا وتأثيرها: ما يطفئ الروح من داخل الأسرة، كما قيل "إن أعداء الإنسان أهل بيته" (متى10: 36). وكذلك الصداقات غير البريئة، وبعض الزملاء. وأيضًا تأثير أهل القراءات، وبعض وسائل الإعلام، وكل تأثير يأتي من الخارج ويطفئ الروح...