لأن قوتَكْ أعلن عن عذوبتَك لأبنائِك، وهو يشبع شهوةِ متناوله، فيتحولُ إلى ما شاء كل واحدٍ. [21]
يوجد تقليد ربّاني (حاخامي) أنه كان للمن مذاق خاص يختبره كل شخص حسبما يشتهيه، فكل شخص يجد فيه تذوقًا حلوًا يتناسب مع رغبته.
* ليتنا إذن نسرع لنتسلم المن السماوي. يمنح هذا المن تذوقًا لكل فمٍ حسبما يشتهي. فلتسمعوا أيضًا الرب يقول للذين يقتربون منه: "ليكن لك حسب إيمانك" (مت 8: 13). وهكذا أيضًا إن قبلت كلمة الله التي يُكرز بها في الكنيسة بإيمانٍ كاملٍ وتقويٍ، تصير لك الكلمة حسبما تشتهي. فكمثال إن كنت حزينًا تعزيك، قائلة لك: "القلب المنكسر والمتواضع لا يرذله الله" (مز 51: 19). إن كنت متهللًا برجائك المقبل، تغدق عليك بأفراحٍ لك قائلة: "افرحوا في الرب وتهللوا أيها الصديقون" (مز 32: 11). إن كنت في غضبٍ تهبك الهدوء، قائلة: "كف عن الغضب واترك السخط وراءك" (مز 37: 8). إن كنت في ألمٍ، تشفيك قائلة: "يشفي الرب كل ضعفاتك" (راجع مز 103: 3). إن كنت مستهلكًا بالفقر تعزيك قائلة: "يرفع الرب من التراب من لا عون لهم، ويقيم الفقير من المزبلة" (راجع مز 113: 7). هكذا يمنح المن الذي لكلمة الله تذوقًا لفمك حسبما تشاء.
العلامة أوريجينوس
هنا نقف في عجب أمام تدليل الله لمؤمنيه، فإنه ليس فقط يعطيهم ما هو لشبعهم ونموهم وتقدمهم، وإنما أن يُرضي كل مؤمن، مقدمًا له ما يشتهيه ما دام لخيره وصلاحه.
حينما يوجد المؤمن في حضن الله، ويشعر أنه محمول على الأذرع الأبدية يصير كل شيء حلوًا في حلقه، يشبع احتياجاته، ولا يعوزه شيء ما.