شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القس أنطونيوس فكري
التثنية 9 - تفسير سفر التثنيه
آية2:-قوما عظاما وطوالا بني عناق الذين عرفتهم وسمعت من يقف في وجه بني عناق.
شعوب هذه الأراضى من العناقيين (عد 22:13 + تث28:1) وهؤلاء معروفين بطول قامتهم وضخامتهم الذينعرفتهم = سواء ما سمعتموه من الشعوب المجاورة عن جبروتهم أو ما سمعتموه من الجواسيس الذين رأوهم بأعينهم فإرتاعوا منهم وسمعت من يقف في وجه بنى عناق = هذا مثل تضربه الشعوب المجاورة لخوفهم منهم.
آية4:-لا تقل في قلبك حين ينفيهم الرب الهك من امامك قائلا لاجل بري ادخلني الرب لامتلك هذه الأرض ولاجل اثم هؤلاء الشعوب يطردهم الرب من امامك.
هنا يحذرهم من الإغترار بقوتهم وهذا بداية السقوط في الكبرياء.
St-Takla.org Image: Ancient Coptic icon: Monastery of the Syrians, Egypt - Church of the Holy Virgin Mary, the patriarchs Abraham, Isaac, and Jacob in paradise
صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة قبطية أثرية تصور بطاركة العهد القديم الآباء إبراهيم، اسحق، يعقوب في السماء - دير السريان، مصر آية5:- ليس لاجل برك وعدالة قلبك تدخل لتمتلك ارضهم بل لاجل اثم اولئك الشعوب يطردهم الرب الهك من امامك ولكي يفي بالكلام الذي اقسم الرب عليه لابائكإبراهيم وإسحقويعقوب. ليس لأجل برك = فالجميع زاغوا وفسدوا (رو12:3 + رو 23:11).
آية6:-فاعلم انه ليس لاجل برك يعطيك الرب الهك هذه الأرض الجيدة لتمتلكها لانك شعب صلب الرقبة شعب صلب الرقبة = أي مُعاند وعاق والتشبيه هنا مأخوذ من الحيوان الذي لا يحنى رأسه عندما يحملونه أحمالًا ثقيلة مثل الجمل.
آية7:-اذكر لا تنسى كيف اسخطت الرب الهك في البرية من اليوم الذي خرجت فيه من ارض مصر حتى اتيتم إلى هذا المكان كنتم تقاومون الرب.
إبتداء من هنا يذكرهم موسى بخطاياهم وخطايا أبائهم فحين نتذكر خطايانا ننسحق أمام الله " خطيتى أمامى في كل حين" ومن ثم نشكره على إحساناته التي لا نستحقها
آية8:-حتى في حوريب اسخطتم الرب فغضب الرب عليكم ليبيدكم. حتى في حوريب = فلم يكن قد مضى غير ثلاثة شهور على خروجهم من مصر بيد قوية
آية9-12:-حين صعدت إلى الجبل لكي اخذ لوحي الحجر لوحي العهد الذي قطعه الرب معكم اقمت في الجبل اربعين نهارا واربعين ليلة لا اكل خبزا ولا اشرب ماء. و اعطاني الرب لوحي الحجر المكتوبين باصبع الله وعليهما مثل جميع الكلمات التي كلمكم بها الرب في الجبل من وسط النار في يوم الاجتماع.و في نهاية الاربعين نهارا والاربعين ليلة لما اعطاني الرب لوحي الحجر لوحي العهد. قال الرب لي قم انزل عاجلا من هنا لانه قد فسد شعبك الذي اخرجته من مصر زاغوا سريعا عن الطريق التي اوصيتهم صنعوا لانفسهم تمثالا مسبوكا. فسد شعبك = الله ينسب الشعب لموسى وليس لهُ بسبب خيانة الشعب. وما أحمق الإنسان الذى بخطاياه يحرم نفسه من الإنتساب لله أبيه. الاجتماع = آية10 تُرجمت إككليسيا أي كنيسة وهكذا استخدمها إسطفانوس (أع38:7)
آية14،13:-كلمني الرب قائلا رايت هذا الشعب واذا هو شعب صلب الرقبة.اتركني فابيدهم و امحو اسمهم من تحت السماء واجعلك شعبا اعظم واكثر منهم. اتركنى = هذه الكلمة تُبين عظم الدالة والمكانة التي للأنبياء والقديسين. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وهى أيضًا لدفع موسى للصلاة والشفاعة عن شعبه
آية15-17:-فانصرفت ونزلت من الجبل والجبل يشتعل بالنار ولوحا العهد في يدي.فنظرت و اذا انتم قد اخطاتم إلى الرب الهكم وصنعتم لانفسكم عجلا مسبوكا وزغتم سريعا عن الطريق التي اوصاكم بها الرب. فاخذت اللوحين وطرحتهما من يدي و كسرتهما امام اعينكم.
كما كسروا وصايا الله لا يستحقون إلا أن يكسر اللوحان المباركان اللذان كتبا بإصبع الله ويُحرموا منهما وكسر اللوحان إشارة لفساد وخراب الإنسان، فالله حين خلق الإنسان كتب الوصايا على قلبه، ولما فسد كتب الوصايا على لوحى حجر مثل قلبه الذي صار كحجر أما في العهد الجديد فالروح القدس سكب الحب في قلوبنا فعادت قلوب لحم (حز19:11 + أر31:31-33 + يو 21:14)
آية18:- ثم سقطت امام الرب كالاول اربعين نهارا واربعين ليلة لا اكل خبزا ولا اشرب ماء من اجل كل خطاياكم التي اخطاتم بها بعملكم الشر امام الرب لاغاظته.
يتضح من هذه الآية أن موسى صام مرتين 40 يومًا المرة الأولى ليتسلم الوصايا على اللوحين اللذين كسرهما بعد ذلك وفي نهايتها تضرع لله حتى لا يهلك الشعب والمرة الثانية عندما صعد للجبل ثانية بناء على أمر الرب وظل أربعين يومًا ثانية تسلم فيها تعليمات من الرب ورأى مجد الرب وأخذ الوصايا على لوحين آخرين وكان خلالها يتشفع عن شعبه بلجاجة (المرة الأولى تجدها في خر32 والثانية تجدها في خر34)
وهذا يُفهم من قوله كالأول = أي صام المرة الثانية وصلى عنهم كما فعل في المرة الأولى
آية20،19:-لاني فزعت من الغضب والغيظ الذي سخطه الرب عليكم ليبيدكم فسمع لي الرب تلك المرة ايضا.و على هرون غضب الرب جدا ليبيده فصليت أيضًا من اجل هرون في ذلك الوقت. فزعت = هو فزع وإرتاع عندما عَلِمَ بنيَّة الله على إبادتهم حسب ما يستحقون.
آية21:-و اما خطيتكم العجل الذي صنعتموه فاخذته واحرقته بالنار ورضضته وطحنته جيدا حتى نعم كالغبار ثم طرحت غباره في النهر المنحدر من الجبل.
ما صنعه موسى بالعجل الذهبى كان مفروضًا أن يعمل فيهم هم لولا رحمة الله بهم. النهر المنحدر من الجبل = غالبًا هو النبع الذي خرج من الصخرة (خر6:17)
آية22:-و في تبعيرة ومسة وقبروت هتاوة اسخطتم الرب.
تذمرهم في تبعيرة كان بلا مُبرر بل راجع لتصورات قلوبهم المريضة وأن هناك شرًا ولم يكن هناك شر, وتذمرهم في مسة كان لأجل الماء, وتذمرهم في قبروت هتأوه كان لأجل الطعام.
آية23:-و حين ارسلكم الرب من قادش برنيع قائلا اصعدوا امتلكوا الأرض التي اعطيتكم عصيتم قول الرب الهكم ولم تصدقوه ولم تسمعوا لقوله.
هى شكهم في قدرة الرب. كل هذا الكلام سببه أن لا ينتفخوا حين يدخلوا الأرض.
آية24:-قد كنتم تعصون الرب منذ يوم عرفتكم.
عبارة إجمالية مريرة يقصد بها موسى أنهم شعب مُتمرد منذ عرفهم وهو بعد في قصر فرعون
آيات 25-29:-فسقطت امام الرب الاربعين نهارا والاربعين ليلة التي سقطتها لان الرب قال انه يهلككم. وصليت للرب وقلت يا سيد الرب لا تهلك شعبك وميراثك الذي فديته بعظمتك الذي اخرجته من مصر بيد شديدة.اذكر عبيدك إبراهيم واسحق و يعقوب لا تلتفت إلى غلاظة هذا الشعب واثمه وخطيته. لئلا تقول الأرض التي اخرجتنا منها لاجل ان الرب لم يقدر ان يدخلهم الأرض التي كلمهم عنها ولاجل انه ابغضهم اخرجهم لكي يميتهم في البرية. وهم شعبك وميراثك الذي اخرجته بقوتك العظيمة وبذراعك الرفيعة
هنا نرى شفاعة موسى الحى، وتشفع موسى بإبراهيم وإسحق ويعقوب المنتقلين.
</B>
التعديل الأخير تم بواسطة Mary Naeem ; 04 - 11 - 2012 الساعة 06:38 AM