الكاتب المعلم يلتقط وراء القطافين
16 إِنِّي أَنَا الأَخِيرَ قَدِ اسْتَيْقَظْتُ، وَوَرِثْتُ هذِهِ كَمَا كَانَتْ مُنْذُ الْبَدْءِ. 17 كَمَنْ يَلْتَقِطُ وَرَاءَ الْقَطَّافِينَ أَقْبَلْتُ بِبَرَكَةِ الرَّبِّ؛ فَمَلأْتُ الْمَعْصَرَةَ كَالَّذِي قَطَفَ. 18 فَانْظُرُوا كَيْفَ لَمْ يَكُنِ اجْتِهَادِي لِي وَحْدِي، بَلْ أَيْضًا لِجَمِيعِ الَّذِينَ يَلْتَمِسُونَ التَّأْدِيبَ. 19 اسْمَعُونِي يَا عُظَمَاءَ الشَّعْبِ، وَأَصْغُوا إِلَيَّ يَا رُؤَسَاءَ الْجَمَاعَةِ.
أنا كنت آخِر من استفاق
ليلتقط في الكرم وراء القطَّافين [16].
بروح التواضع يُقَدِّم ابن سيراخ مثالًا أن نقتدي به، فمع مواهبه الفائقة وعمل الله العجيب في حياته، لم يفتخر بحكمته،
بل حسب نفسه كمن يلتقط وراء القطافين. حسب نفسه مثل راعوث الفتاة الأممية التي كانت تجمع السنابل وراء الحصادين باهتمامٍ وجهادٍ في غير رخاوة، فصارت جدّة ليسوع المسيح، السنبلة الإلهية واهبة الحياة والشبع والمجد لمؤمنيه من كل الشعوب والأمم والألسنة. هذا ما كان يبهج قلب ابن سيراخ أن جهاده وسهره لم يتمتع به وحده، بل قَدَّمه لجميع الذين يطلبون التعليم.