![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
v الجهال والبلداء (الحمقى senseless) يهلكون معًا، ويتركون ثروتهم لآخرين. مقابرهم هي مساكنهم إلى دورٍ فدورٍ، ينادون بأسمائهم على الأراضي" (مز 48: 10-11) LXX... البليد (senseless) بالحقيقة هو من ينقصه الإحساس العام، والذي ليس لديه بصيرة سليمة بالنسبة للأعمال البشرية العادية. بنفس الطريقة، عادة يُدعَى الذين يُمَيِّزون في شئون الحياة ما بين هو نافع وما هو ضار بالحكماء أو العقلاء prudent. هذا ما عُبِّر عنه في الإنجيل: "لأن أبناء هذا الدهر أَحْكَم من أبناء النور في جيلهم" (لو 16: 8). إنهم ليسوا حكماء بطريقة مُطلَقة، وإنما بسبب حصافتهم في تدبير حياتهم الحاضرة في الجسد، يُدعَون أيضًا خدام الظلم. بحسب هذا المعنى، فإن الحكماء هم أيضًا أفاعي، التي تُعَد أماكن خفية لنفسها، وفي حالة الخطر تتجنَّب بكل وسيلة الضربات أن تسقط على الرأس. يُقَال جاهل على من ليس لديه خصال الإنسان الرفيعة. هذه التي هي فهم الله الآب، وقبول الكلمة، الذي "في البدء كان مع الله" (يو 1: 2)، والنور الذي يأتي من الروح القدس. هؤلاء الأشخاص الذين لهم هذا الفكر، القادرون على القول مع بولس: "لكن لنا فكر المسيح" (1 كو 2: 16). مع ذلك يستخدم الكتاب المقدس النقيض، بالقول إن الشرير بليد في الكلمات التالية: "قال الجاهل في قلبه ليس إله" (مز 15: 1). مرة أخرى يدعو ما هو ضار للحياة غباوة، كما فعل الرسول في حديثه عن الذين سقطوا في شهوات غبية ومُضِرَّة (1 تي 6: 9). هكذا ينزل البليد والجاهل إلى نهاية واحدة، وهي الهلاك. ويمكن لأحدٍ أن يقول إن الذي يعيش مثل الوثنيين يُدعَى أحمق، وأما الذي يسلك حياته كيهوديٍ بمظهر خارجي (حرفي) في حفظ الناموس فهو جاهل. إذ قال الرب للإنسان الأحمق بسبب إلحاده الذي فيه: "يا غبي هذه الليلة تُطلَب نفسك منك" (لو 12: 20). أما إسرائيل الذي سلك حسب الجسد فدُعي جاهلًا، كقول النبي: "وصار أفرايم كحمامة رعناء، يدعون مصر، يمضون إلى أشور (هو 7: 11). حيث هلك هؤلاء تمامًا بجهلهم، صرنا نحن الغرباء ورثة لثروتهم. صارت لنا الوصايا، وصار لنا الأنبياء والآباء، وهكذا صار الأبرار في العالم لنا. هؤلاء الذين هلكوا في جهلهم تركوا لنا ثروتهم. على أي الأحوال صارت بيوت هؤلاء الحمقى والجهَّال لهم مقابر إلى الأبد. لأن مقابر هؤلاء الذين امتلأت حياتهم بأعمال مَيِّتة بكل نوعٍ من الخطايا هي بيوتهم إلى الأبد. ذاك الذي هو مَيِّت بالخطايا، لا يسكن في بيتٍ، بل في قبرٍ، لأن نفسه مَيِّتة. الآن يعقوب البريء في سلوكه وبسيط، سكن في بيتٍ. كُتِبَ عنه أنه إنسان بسيط وصالح سكن في بيتٍ (راجع تك 25: 27)، أما الرجل اللئيم فيسكن في قبرٍ، ولا يضع أساسًا للندامة، بسبب أعماله المَيِّتة، إنما يُشبِه قبرًا مبيضًّا من الخارج رائعًا جدًا، ولكن من الداخل مملوء عظامًا مَيِّتة وكل نجاسة (مت 23: 27). لهذا عندما يتكلم مثل هذا، لا يفتح فمه بكلمة الله، إنما له قبر، حنجرته قبر مفتوح. لذلك إن كان أحد يؤمن بالمسيح ولا يمارس أعماله في تناغُم مع إيمانه، فإنه إذ يصغي إلى تعاليم فاسدة، ويُجَدِّف على معاني الكتاب المقدس، يَتَحَطَّم على صخرة قبره. القديس باسيليوس الكبير |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
العَائِلَة التي تصلي معًا، تعيش متحدة معًا |
(أم 14: 8) وغباوة الجهال غش |
لا يقفون ضدك، إنهم لن يستمروا، فإنهم يهلكون |
كل الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون |
كل الذين يأخذون السيف بالسف يهلكون |