![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() الآن نفسي قد اضطربت ... : أيها الآب نجني من هذه الساعة؟ ولكن لأجل هذا أتيت إلى هذه الساعة. .. مجِّد اسمك ( يو 12: 27 ، 28) تتكرر كلمة ”الساعة“ مرتين في يوحنا12: 27، والمُراد بها ”ساعة الصليب الرهيبة“، أو بالحري فترة آلامه الكفارية كلها، حيث كان سيُدان المسيح من يد الله العادل على الخطية، يوقعها الله على مَنْ لم يفعل، بل مَنْ لم يعرفها. وفي هذا المشهد نحن نرى ناسوت المسيح القدوس الكامل. ويجب أن ندرك أن مجد لاهوته لم يمنعه من شعوره بالحزن كإنسان. والواقع أن المسيح ما كان يصبح إنسانًا كاملاً لو لم تضطرب نفسه، ولو لم يَقُل «نجني من هذه الساعة»، لكن في اللحظة عينها قال: «ولكن لأجل هذا أتيت إلى هذه الساعة». رائع هذا المزيج من القداسة والطاعة، البر والخضوع! ونلاحظ أن المسيح لم يَقُل في صلاته للآب: ”ماذا أفعل؟“، فهو أتى ليفعل مشيئة الآب، وكان يعرف ذلك تمامًا. ولم يَقُل: ”والآن ماذا أختار؟“، كما قال بولس الرسول بعد ذلك في فيلبي1: 22، فلم يكن لدى المسيح تردد في الاختيار، بل «ماذا أقول؟». شبهها أحدهم بتشبيه بشري ضعيف، كمَن يفزع من العملية الجراحية، رغم رغبته في إتمامها. فرغم فزعه ـ له المجد ـ من تلك الساعة الرهيبة، نظرًا لقداسته المطلقة، وعدم تقبُّله أن يُجعل خطية، ذاك الذي لم يعرف خطية، فإنه أطاع. |
![]() |
|