ليلة الصلب خلوت بك.....

[walaa farouk]

نسيت العالم وضجيجه من حولي
كأني أنا وأنت وحدنا
خاطبتك... تجرأت... ماذا أفعل... طبيعتي البشرية غلبتني.... سامحني سيدي
رأيتك وأنت القوي معلق على خشبة
رأيتك وأنت خالق الكون تقف ضعيفا"أمام حثالة حسبتك عارا"عليهم.... بأصوات مزعجة كريهة صرخوا :أصلبه.... أصلبه
تمنيت لحظتها أن تنتفض عليهم... لا بسيف
بل بقوتك... تخيلت طغمات الملائكة يحاربون عنك.. أعلم أن الكل خذلوك... تلاميذك قبل أتباعك.... وبينما أنا سارحة في أفكاري هذه
في صليبك.....في الموت الذليل لملك الملوك ورب الأرباب. وعلى خشبة لا تليق بألوهيتك...
وجدتك شبه إنسان.. وجهه ملطخ بالدماء
لامنظر له ولا جمال فنشتهيه
مثقوب اليدين والرجلين... مجلود الظهر
مطعون الجنب
حدثتني (يا من علق على خشبة):
أجل يا ابنتي.... الصليب كان علامة العار والضعف... سأجعله علامة قوة وأفتخار
أجل يا من تحبها نفسي... تجدينني اليوم معلقا"ضعيفا"منكس الرأس.. محتقر ومرذول
ولكن بعد ثلاثة أيام سأقيمك معي وأهبك الحياة.. والنصرة
نعم يا من فديتك بدمي.... رفعوني صالبي المغفلون... ولكنهم لم يعلموا أن بارتفاعي للصليب.... نصبوني ملكا" للكون.
ومتى ارتفعت سأجذبك إلي.
ما كان لي أن أموت بالسيف ولا على صهوة حصان كموت القادة والمحاربين
لأني لست من هذا العالم.. ولا مملكتي هنا
وإلا لكنت ولدت في قصر لا في مغارة حقيرة
(لأني أحبك وأبي أحبك قبلي)
كان علي أن أموت مصلوبا"على خشبة
لأزيل لعنتها بسبب عصيان أبويك الأولين
لأجعلها رمز خلاص لكل من افتخر بها
ورسمها على جبهته.. نجا من مكائد إبليس
المتربص به كأسد يلتمس فريسة
ارفعي نظرك إلي لا تخافي أنا هو..
الأبرع جمالاً من بني البشر... أنا كمال الجمال
حينها دموعي غلبتني
وغطى الخجل وجهي
من قصور فكري وضيق أفقي
خررت على ركبتي أمام الصليب العملاق
حامل رب المجد وأنا أصرخ :
يا صليب العار.. أقبلك لأنك وسيلة عزي ونصرتي
يا صليب اللعنة.. أفتخر بك.. لأنك طريقي للخلاص
يا صليب الذل.. المصلوب الذي باركك بجسده
هو ملكي وسيد حياتي
ومن حينها حملت صليبي بفرح..
وسرت معك ربي