الطريق الى السماء ...

"ليس لنا هنا مدينة باقية لكننا نطلب العتيدة " عب 13 :14
المدينة العتيدة لا تظهر إلا كظلال باهتة ولا نلمحها إلا من خلال دموعنا ، ومهما سرنا تظل بعيدة ولكن كلما تألمنا عادت وظهرت ، فإذا بلغت الضيقة مبلغها تجللت وتلألأت كأنها على بعد ميل !
في الأسهار الطويلة المملؤة حب وبذل وصلاة وصلب الذات يأتي ملاكها ليدرس معنا اطوالها وابعادها .
الطريق اليها يبدأ سهلا متسعا ويضيق كلما سرنا بأجتهاد ، فإذا لم ننظر إلي خلف صار الطريق من ضيق إلى أضيق ، حتى لا يسع الا خطوات السائر عليه ، فإذا اخذت الانسان الرعبة ظهر المعين من خلف ، يشجع ويعاتب على الخطأ ، حتى تنتهي منطقة السير على الاقدام عند نقطة يمتنع فيها السير حتما . حينئذ يظهر صاحب المدينة على اليمين ، تفصله عن السائر هوة سحيقة ويطلب من السائر أن يلقي بنفسه في الهوة حت يلقاه بذراعه
فيرى السائر انه لا مفر ، فإما ان يلقي بنفسه وإلا فلا بلوغ ولا عودة ، فإن تشجع و ألقى بنفسه ففي لحظة يرى الذراع تحته لتحمله حيث الدرب الأخير ، والمدينة يشتد لمعانها ، ويدق القلب لها دقات الطرب الشديد حتى يكاد ينخلع من الصدر ..
ليس الطريق الى المدينة شاقا ، بل هو ممهد تمهيدا دقيقا بديعا لا تزل منه قدم ، طالما الانسان ممسك بالانجيل من يد وباسم الرب باليد الأخرى ، ويسبّح " عصاك وعجازك هما يعزيانني !! "
ابونا متى المسكين