![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأقباط والاضطهادات الرومانية ![]() يلقب المؤرخون كنيستنا "كنيسة الشهداء"، ليس فقط بسبب الأعداد غير المحصية من شهداء كنيستنا، وإنما أيضا من أجل الشوق الصادق لأعضائها نحو التمتع بالاستشهاد. حينما منعوا من العبادة لم يلجأوا إلى السراديب ولا صاروا يتعبدون في المقابر بل كانوا يمارسون العبادة علانية في الحقول. كثير من الأقباط كانوا يتنقلون من موضع إلى آخر يطلبون أكاليل الاستشهاد. بدأت موجات الاضطهاد في مصر منذ القرن الأول، حينما استشهد الرسول مرقس على أيدي عامة الوثنيين الثائرين، بينما أخذ الوالي موقف المستطيب للأمر أو على الأقل موقف الصامت. صمتت المصادر التاريخية عن الاضطهادات التي حدثت في مصر حتى سيامة البطريرك الثاني عشر ديمتريوس (67-118 م.)، إلا أن هذا لا يعنى عدم حدوث اضطهادات في هذه الفترة. نذكر على سبيل المثال إنه بعد موت كوروزون (106 م) لم يكن ممكنًا سيامة بطريرك لمدة ثلاث سنوات بسبب الاضطهاد (5) مثل آخر، في عهد البطريرك السابع أومنيوس (129 -151 م.)، استشهدت القديسة صوفيا، من مدينة منفيس القديمة بمصر الوسطى. في عهد سبتميوس ساويرس (193-211 م.) عانى الأقباط من مرارة الاضطهاد الذي استمر حوالي سبع سنوات. لقد زار ساويرس مصر، وذهب إلى الصعيد حيث وجد المسيحية منتشرة. فأصدر أمره في الحال أن يزيد الوالى اضطهاده ويمنع الكرازة مهما كلفه الأمر، أغلقت مدرسة الإسكندرية. واضطر عميدها القديس إكليمندس إلى الهروب، واحتل أوريجانوس مكانه وهو في السابعة عشر من عمره. في عام 250 م. أصدر داكيوس منشور الكل الولاة أن يعيدوا إحياء ديانة الدولة بكل وسيلة، أما في مصر فقد بدأ الاضطهاد غالبا قبل إصدار المنشور. آلاف من المسيحيين استشهدوا في المدن والقرى؛ في عاميّ 257، 258 م. أصدر الإمبراطور فاليريان منشورين لتحطيم الكنيسة، فألقى القبض على القيادات الكنسية بمصر وقرطاجنة، ونفى البابا ديوناسيوس الاسكندرى. في عهد دقلديانوس، أعلن لقيوس دوميتوس دومتيانوس، قائد روماني بالإسكندرية، إنه إمبراطور. في الحال نزل دقلديانوس بنفسه إلى ساحل مصر واستولى على المدينة بعد حصار ثمانية أشهر. في عام 302 م. بدأ دقلديانوس اضطهاده للمسيحيين بطرد كل جندي يرفض تقديم ذبائح للآلهة الرومان، وفى السنة التالية أصدر مرسومه الإمبراطورى ضد المسيحيين. يبدوا أن الاضطهاد في مصر فاق أغلب مدن العالم أن لم يكن جميعها، فقد اعتقد دقلديانوس أن رأس الحية في مصر، إن سحقت أمكن بسهولة الإنهاء على المسيحية في كل الإمبراطورية، وقد بلغ عدد الذين ضربت أعناقهم بالسيف 800000 مسيحي مصري. يليق بنا ملاحظة أن اضطهاد دقلديانوس عضده مكسيموس دازا (305-213 م.) والى مصر وسوريا. وقد أتم عهده بسفك الدماء أكثر من كل الاضطهادات الواردة في تاريخ الكنيسة. ينسب شهداء عصره للاضطهاد الدقلدياني. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|