قيامة الأموات والدينونة
ويعطي السفر الثاني أهمية كبيرة للتعليم عن القيامة والحياة الأبدية (7:9, 11, 14, 36 و12: 43 -45 و14:46) حتى الشيخ أليعازر والذي يبدو صدوقيًا في رأى البعض (وهو رأى خاطئ بلا شك) إلا أنه لا ينفي وجود عقاب للخاطئ بعد الموت (6:23 26) كما يحتل التعليم عن الملائكة في السفر مكانًا بارزًا (2مكا 3:24- 30 و10:29 , 30و 11:6- 8).
جدير بالذكر أن الصدوقيين- كما سبق القول- لا يؤمنون بالحياة الآتيه ولا الملائكة وأنكروا الدينونة, فقد آ منوا بأسفار موسى الخمسة, في حين رفضوا التقليد, حيث يتضح ذلك فيمجمع محاكمة معلمنا بولس الرسول حين أثارت إشارته للحياة الأيدية خلاف الصدوقيين مع الفريسيين (أعمال 23: 8). ولكن شيعة الصدوقيين لم تكن قد تبلورت بعد في عصر المكابيين بتعصبها وتوجهاتها المتشددة.
ويورد السفر وصف قيامة الأموات بتعبيرات مادية قوية, ويشير إلى أن الصالحين فقط, هم الذين سيقومون إذ "ولما أشرف على الموت قال: خير أن يموت ألإنسان بأيدي الناس ويرجو أن يقيمه الله, فلك أنت لن تكون قيامة للحياة" (2مكا 7: 14) ونلاحظ أن الجميع ستكون لهم قيامة ولكن هناك فرق بين القيامة, وقيامة الحياة, إذ تعني الأخيرة قيامة للمكافأة في حضور الله, كما تظهر فكرة عقاب الله في (2مكا 1: 28 و7:17, 19, 31) حيث أن الذين يضطهدون المؤمنين لن يفلتوا من عقاب الله, وهكذا تنتظر دينونة الله الأشرار (2مكا 7: 35 ,36).