منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 02 - 12 - 2012, 11:08 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,305,388

سـلطان الخطية
" من يعمل الخطية هو عبد للخطية "

(يو 34:8)



إنَّ سلطان الخطية حقيقة لا يُنكرها أحد.. وكل من ينظر إلي سيرة بني جنسه، ويفحص بدقة قلبه.. يقر أنَّ الخطية تملّكت علي جميع بني البشر، لأنَّها تغلغلت وتسلسلت في ذرية آدم.


لقد صار الجميع عبيداً لها، وأسري يخضعون لأوامرها، لأنَّهم قد زاغوا وفسدوا، ولم يعد أحد منهم يفعل الصلاح( رو12:3)، وقد برهن السيد المسيح علي ذلك بقوله: " الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ الْخَطِيَّةَ هُوَ عَبْدٌ لِلْخَطِيَّةِ " ( يو34:8).


يقول القديس مكاريوس
" إنَّ العالم مستعبد لشهوة الخطية وهو لا يدري بها، وهناك نار نجسة تشعل القلب وتنتشر إلي كل الأعضاء، وتحث الناس علي فعل الشهوات وعلي أُلوف خطايا أُخري "، يحق لنا أن نقول:

إنَّ شوكة الخطية قوية جداً، ولم تقدر أي قوي علي ردعها، ولهذا قال البعض:
غمر الطوفان العالم الأول ولم يغرقها!
ونزلت النار علي سدوم وعمورة وأحرقتها ولم تحرقها!
فتحت الأرض فاها وابتلعت القوم الأشرار ولم تبتلعها!
انفجرت البراكين وأخرجت مقذوفاتها ولم تقذفها!


وبالإجمال


فإنَّ كل الطرق والمحاربات معها لم تغلبها.
لأنَّها تملّكت علي قلب الإنسان وتحصّنت فيه.
وصيرته منبعاً لكل إثم حتى إنّه صرخ متأوّهاً بألم شديد قائلاً:
" وَيْحِي أَنَا الإِنْسَانُ الشَّقِيُّ! مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هَذَا الْمَوْتِ؟ " (رو24:7).


ويُعلن لنا سليمان الحكيم سلطان الخطية في آية شهيرة له إذ قال: " طَرَحَتْ كَثِيرِينَ جَرْحَى وَكُلُّ قَتْلاَهَا أَقْوِيَاءُ " ( أم26:7)، ولهذا لم يفلت منها أحد، فالملوك كفرعون، والجبابرة كجليات، والمشيرين كأخيتوفل، والأنبياء كداود، والحكماء كسليمان، والرسل كيهوذا... كلهم سقطوا تحت نيرها.


وليس البشر هم فقط الذين سقطوا في الخطية، بل الملائكة الروحانيين، منهم من غلبتهم وأسقطتهم من رتبتهم، وصاروا يحملون اسم الشياطين أيّ المقاومين أو المعاندين، وقد كان سقوط الملائكة هو ميلاد الشر في العالم!!
ومن شدة تسلّطها علي الإنسان، جعلته يكره القداسة، ويحب حياة النجاسة، يستثقل الوصايا، ويستخف الأفعال الشهوانية، كما أنّه يستصعب السير في طريق البر، في الوقت الذي يستسهل فيه الجري في طريق الإثم.


قد يُستعبَد إنسان لسيد ما، ولكن قد يأتي يوم ويُعطيه هذا السيد حريته.. أمَّا الخطية فهي السيد الوحيد الذي لا يقبل أن يُحرر عبيده لأنَّه سيد شرير وظالم، مهما خدمته وأوفيته مطالبه لن يتركك! وإن هربت منه سيلاحقك أينما ذهبت!


يقول القديس أُغسطينوس
" يا له من استعباد مُذل هو استعباد الخطية، إنَّ معظم الذين يتألّمون من استبداد أسياد ظالمين، يتمنّون لو يباعون لكي يُغيّروا علي الأقل مواليهم، ولكن ماذا يستطيع أن يعمل عبد الخطية؟! وبمن يستجير؟! ومِنْ مَنْ يباع؟! وأخيراً نري العبد وقد مل مطلب سيده، وهو يرغب أن يتخلّص منه، ولكن إلي أين يهرب عبد الخطية؟! إن هرب جر وراءه خطيته.. "


إعلم أنَّ الخطية في بدايتها سهلة، وفي نفس الوقت تبدو لذيذة، هذا ما يقوله سليمان الحكيم: " الْمِيَاهُ الْمَسْرُوقَةُ حُلْوَةٌ وَخُبْزُ الْخُفْيَةِ لَذِيذٌ " (أم17:9).


كما يظن البعض، ويتوهّم كثيرون، أنَّ التخلص منها أمر سهل يمكن تحقيقه في أي وقت يرغبون، لكنَّ الحقيقة إنَّ كثيرين عاشوا في الخطية سنينَ بهذا الفكر من أجل تحقيق لذة جسدية توهّموا فيها سعادة!! ولكن علي الرغم من أنَّ اللذة أنقضت إلاَّ أنَّ الأسر مازال كما هو، لقد انتهت اللذة وبقيت الخطية تطل بوجهها القبيح علينا، وكنير قاس يحني ظهورنا، أليس هذا قمة العبودية؟!


لا تظن أنك ستجني سعادة من الخطية، لأنَّ آلامها تفوق أفراحها، فبقدر ما تشعر بسعادة تجد أنَّك مشدود ومُقيّد برباطات كثيرة، تجعلك عبداً للخطية، ذليلاً لتلك العادات الرديئة التي تملّكت عليك، فالخطية إذا تملّكت علي إنسان أضعفته بدنياً وروحياً وعاطفياً..

وكلَّما زادت الخطية جعلت صاحبها عاجزاً عن مقاومة الضغط المُصاحب لها، فتراه بالنتيجة ينهار تحت ثقلها، وكثيراً ما ينتهي به الأمر إلي أن يُصبح مُصاباً عصبياً أو عقلياً أو ينتحر.. وتستطيع أن تتحقق من هذا لو تفحصت حياة المجرمين والسكّيرين..


يقول القديس مكاريوس

إنَّ الخطية هي كجبال ثقيلة لا تُحتَمل، وفي وسطها توجد تنانين ووحوش سامة، وكما يبتلع الحوت إنساناً في بطنه هكذا تبتلع الخطية النفوس، إنَّها لهيب نار حارقة وسهام ملتهبة من الشرور.

ولا تنظر إلي الخطاة ولا إلي طريقهم.. لأنَّ طريق الخطاة رحب والسائرون عليه كثيرون، وإن أردت أن تنظر فلا تنظر إلي بدايته بل إلي نهايته تطلع، لأنَّ في نهايته هوة عميقة سيقع فيها كل السائرين عليه.


قصــة


يُحكي عن شاب تعلق قلبه بفتاة تعلُّقاً شديداً، حتى أخذها لتعيش معه في قصره دون أن يتزوجها، وحدث بعد مدة لمَّا اشتد عليه المرض، وازدادت ديونه أن زاره أحد أصدقائه، وقد كان خادماً تقياً، فسأله: ماذا أعمل لأنجو بحياتي وأخرج من هذه التجارب التي حاصرتني، ففرح الخادم بسؤاله وطلب منه أن يسدد ديونه، ويطرد هذه المرأة الزانية التي كانت السبب في فقره ومرضه..


فلمَّا سمع الشاب المطلب الأخير تنهد ثم قال: كل ما طلبت مني أستطيع أن أعمله، أمَّا طرد حبيبتي فلا أستطيع! فأخذ الخادم يشرح له أن طرد المرأة أفضل له، فخير للرجل أن يخسر امرأة من أن يخسر حياته وأبديته.. فأجابه: لا أستطيع!! فأخذ تارة يُهدده بعذاب جهنم وتارة أُخري يُشوّقه إلي أمجاد السماء، وهكذا أخذ يعده ويتوعده، أمَّا هو فكان يجاوبه في كل مرّة: لا أستطيع!! إلي أن قال بلهجة الإصرار: قلت ولا زلت أقول: لا أستطيع!! ثم جمع قواه الضعيفة الباقية وقبض علي ذراعي تلك الشقية وقال لها بصوت مرتفع كما لو كان يلفظ أنفاسه الأخيرة: كنت عزي في حياتي وستكونين كذلك في مماتي: ثم اجتذبها بعنف وضمها إلي صدره واحتضنها، وفي الحال اشتد عليه المرض، واضطربت حركة قلبه وأسلم روحه الهالكة إلي الجحيم، لقد مات الرجل وهو يحتضن الخطية بين ذراعيه!!


ولكن إن كان للخطية سلطان إلاَّ أنَّ الله قد أعطانا قوة، يمكن بها أن نتحرر منها، ونتخلّص من سلطانها، فقد ظهر المُحَرر الأعظم، خرج الأسد الغالب من سبط يهوذا، جاء نسل المرأة ليسحق رأس الحية.. يسوع الذي داس الموت بموته وأبطل سلطانه.


فإن آمنت به " آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ " (أع31:16)، وأعطيته قلبك " يَا ابْنِي أَعْطِنِي قَلْبَكَ " (أم26:23)، وصرت في نور وصاياه المقدسة " احْفَظْ وَصَايَايَ فَتَحْيَا " (أم2:7).. تستطيع أن تفك كل قيود الإثم، وتتحرر من سلطان الخطية..


لأنَّ ابن الله هو الوحيد الذي يستطيع أن يُحرر، كما قال: " فَإِنْ حَرَّرَكُمْ الاِبْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَاراً " ( يو36:8)، وعندما أراد توما أن يعرف الطريق " يَا سَيِّدُ لَسْنَا نَعْلَمُ أَيْنَ تَذْهَبُ فَكَيْفَ نَقْدِرُ أَنْ نَعْرِفَ الطَّرِيقَ؟ " (يو5:14)، أعلن له المسيح أنَّه هو الطريق المؤدي إلى السماء: " أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ، لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي " {(يو6:14).


فاقترب منه واعلم أنَّ كل من يُقبل إليه لا يلقي به خارجاً ( يو37:6)، لأنَّ مشيئة الله: " أَنَّ كُلَّ مَنْ يَرَى الاِبْنَ وَيُؤْمِنُ بِهِ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ " (يو40:6).




رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
لأنه من يرتكب الخطية، يزداد سوءًا قدر الخطية التي يرتكبها
الخطية الأصلية، هي التي قال عنها الكتاب: بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم
الخطية هي الخطية سواء حكم عليها الشخص بأنها بسيطة أو كبيرة
من المهم أن نفهم أن الشر في آيتنا لا يعني الخطية، بل نتائج الخطية
"إذ أرسل ابنه في شبه جسد الخطية ولأجل الخطية دان الخطية في الجسد "


الساعة الآن 02:56 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025