![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() في مَفهومِ قِيامَةِ الأَمواتِ في ضَوءِ يوحنّا (5: 24- 29) يُمكِنُنا أَنْ نُمَيِّزَ في هٰذا المَقطَعِ بَيْنَ ثَلاثَةِ مَفاهيمَ لِقِيامَةِ الأَموات: 1. المَفهومُ الرَّمزِيُّ لِلقِيامَة المَفهومُ الرَّمزِيُّ لِلقِيامَة هُوَ اِنْتِصارُ الحَياةِ عَلى المَوت، وَالنُّورِ عَلى الظُّلْمَة، وَالنِّعمَةِ عَلى الخَطيئَة. إِنَّها "ساعَةُ الخَلاص" الَّتي تَتَحَقَّقُ بِالإِصغاءِ لِكَلِمَةِ اللهِ وَقَبولِها بِالإِيمان. وَهٰذِهِ القِيامَةُ تَبدَأُ عِندَما يَلتَقي الإِنسانُ بِاللهِ في كَلِمَةِ الحَقِّ وَيَعبُدُ الآبَ "بِالرّوحِ وَالحَقِّ" (يوحنا 4" 23). فَالْقِيامَةُ هُنا تَعني تَحَوُّلًا داخِلِيًّا يَنتَصِرُ فيهِ حَياةُ اللهِ عَلى مَوتِ الخَطيئَةِ في قَلبِ الإِنسان. 2. المَفهومُ الإيمانيُّ لِلقِيامَة المَفهومُ الإيمانيُّ لِلقِيامَة هو الإِيمانُ بِالقِيامَةِ مِن خِلالِ الاِتِّحادِ بِالمَسيح. فَالإِيمانُ بِكَلِمَةِ المَسيحِ يُدخِلُ المُؤمِنَ في قِيامَةِ المَسيح، فَيَختَبِرُ ثِمارَ القِيامَةِ في حَياتِهِ. يَقولُ يَسوع: "تَأتي ساعَةٌ – وَقَد حَضَرَتِ الآن – فيها يَسمَعُ الأَمواتُ صَوتَ ابنِ الله، وَالَّذِينَ يَسمَعُونَهُ يَحيَون" (يوحنا 5: 25). "الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكُم: مَن سَمِعَ كَلامي وَآمَنَ بِمَن أَرسَلَني، فَلَهُ الحَياةُ الأَبَدِيَّة، وَلا يَمثُلُ لَدَى القَضاء، بَلِ اِنْتَقَلَ مِنَ المَوتِ إِلى الحَياة" (يوحنا 5: 24). فَالْمُؤمِنُ يُشرِكُهُ الرّوحُ في قِيامَةِ المَسيح، فَيُصبِحُ خَليقَةً جَديدَة: "فَإِذا كانَ أَحَدٌ في المَسيح، فَإِنَّهُ خَلقٌ جَديد" (2 قورنتس 5: 17). 3. المَفهومُ المَسيحانِيُّ لِلقِيامَة المَفهومُ المَسيحانِيُّ لِلقِيامَة َهُوَ تَحقيقُ وَعدِ المَسيحِ بِالقِيامَةِ الجَسَدِيَّةِ في اليَومِ الأَخير. إِنَّها "ساعَةُ الحَياةِ الأَبَدِيَّة" عِندَ مَجيءِ المَسيحِ الثّانِي، حينَ يَقومُ الجَسَدُ لِيَحيا إِلى الأَبَد: "فَتَأتي ساعَةٌ فيها يَسمَعُ صَوتَهُ جَميعُ الَّذِينَ في القُبور، فَيَخرُجونَ مِنها" (يوحنا 5: 28- 29). وَبِناءً عَلَيهِ نُفَرِّقُ بَيْنَ: ساعَةِ الخَلاصِ عَلى الأَرض بِالإِيمانِ بِالمَسيح (القِيامَةُ الرّوحِيَّةُ الحاضِرَة)، وَساعَةِ الحَياةِ الأَبَدِيَّة بَعدَ المَوتِ الجَسَدِيِّ (القِيامَةُ الجَسَدِيَّةُ المُستَقبَلِيَّة) الَّتي وُعِدَ بِها المُؤمِنون: "أَنا القِيامةُ وَالحَياة. مَن آمَنَ بي، وَإِن ماتَ، فَسَيَحْيا" (يوحنا 11: 25). "مَن يُؤمِنْ فَلَهُ الحَياةُ الأَبَدِيَّة" (يوحنا 6: 47). خلاصة القول، إِنَّ الحَياةَ مَعَ اللهِ تَبدَأُ مُنذُ لَحظَةِ سَماعِ كَلِمَةِ اللهِ وَفَهْمِها وَقَبولِها، لأَنَّ قَبولَ الكَلِمَةِ هُوَ قَبولٌ لِلمَسيحِ المُخَلِّص، وَمَن يَقبَلْهُ تَدِبُّ فيهِ الحَياةُ الأَبَدِيَّة. غَيرَ أَنَّ الإِنسانَ ما زالَ يُواجِهُ المَوتَ الجَسَدِيَّ، لَكِنَّهُ أَصبَحَ عُبورًا إِلى الحَياة وَليـسَ نِهايَةً وَفَناءً. فَقَد غَيَّرَ المَسيحُ مَفهومَ المَوت، فَصارَ بابًا لا فَناءً، وَطَريقًا إِلى مِلءَ الحَياةِ في الله. وَيُؤَكِّدُ سِفرُ الحِكمَةِ هٰذِهِ الحَقيقَة قائِلًا: "أَمّا نُفوسُ الأَبرارِ فَهِيَ بِيَدِ الله، فَلا يَمَسُّها أَيُّ عَذاب" (حِكمَة 3: 1). |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|