يكلله بالمجد والبهاء. ويسلطه على أعمال يديه. إن شارة السلطة في الإكليل يجب أن يعقبها الممارسة ووضعها موضع العمل والتنفيذ. إن الإنسان هو سيد المخلوقات ولكن على شرط أن يتصرف كالسيد لا العبد وعليه أن يخضع الأشياء لنفسه ولا يخضع نفسه للأشياء وإلا كان أدنى منها وأقل قيمة وهو قد وجد ليكون أعظم منها بما لا يقاس. يذكر أيوب ٢٥: ٦ «فَكَمْ بِٱلْحَرِيِّ ٱلإِنْسَانُ ٱلرِّمَّةُ وَٱبْنُ آدَمَ ٱلدُّودُ».
ولكن هذا الإنسان نفسه في عمانوئيل يصبح ذا قيمة عظيمة بالخلاص الذي أعده الله للفداء بابنه الوحيد. والإنسان ملك ومملكته هذه الدنيا التي أوجدها الله. يتصرف بها كما يشاء على شرط أن لا يضر بنفسه ولا بأخيه الإنسان وإلا يكون قد أعطى ملكاً ولم يحسن سياسته.
هنا يبدأ بوصف مدى سلطة هذا الإنسان فيذكر الغنم والبقر وكافة الحيوانات ووحوش البرية. ثم يذكر السمك كما يذكر طيور السماء ويختم المزمور كما افتتحه بتمجيد اسم الله وتسبيحه.