![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() "اكرم أباك وأمك كما أوصاك الرب إلهك لكي تطول أيامك، ولكي يكون لك خير على الأرض التي يعطيك الرب إلهك" [16]. تتعلق هذه الوصية الخامسة بأقدس رابطة بشرية وهي الأبوة، فإن اسم الأب يشير أولًا إلى الله، وقد شرّف الله البشر باستعمال نفس اللقب. يختار الإنسان أصدقاءه، أما الأبوان فهما عطية الله، وقد اختارهما الله وسيلة لمجيء الإنسان إلى العالم وهي خدمة فائقة متقطعة النظير. وإكرام الوالدين يأتي في المرتبة الثانية بعد إكرام الله صاحب السلطان الأسمى. وبخ السيِّد المسيح اليهود إذ أقاموا تقليدًا بشريًا يضاد هذه الوصية الإلهية (مت 15: 3-6؛ مر 7: 8-11)، بكسر الابن وصية إكرام الوالدين العملي، وعدم اهتمامه باحتياجاتهم المادية بأن يدعى أنه سيقدم ما كان يجب أن يعولهما به إلى الهيكل قربانًا. وكما يقول العلامة أوريجانوس: [إذ يسمع الآباء أن ما ينبغي تقديمه لهم صار من القربان المخصص لله يحجمون عن أخذه من أبنائهم، حتى وإن كانوا في عوزٍ شديدٍ لضرورات الحياة]. كما يقول: [بأن الفريسيين كانوا محبين للمال (لو 16: 14)، فكان يتظاهرون بجمعه للعطاء للفقراء، حارمين الوالدين من عطايا أولادهم]. * ناقش الرب نفسه هذه الوصية التي للشريعة، القائلة: "أكرم أباك وأمك". لقد أظهر بوضوح ألاَّ تفسر بكلمات مجردة. وذلك بأنه بينما يظهر الشخص مظهرًا فارغًا من الكرامة للوالدين، يتركهما فقيرين، لا يستطيعان أن ينالا الضرورات، وذلك عوض الالتزام بتكريم الوالدين بتقديم ضروريات الحياة الفعلية. أمر الرب بأن الوالدين الفقيرين يجب أن يعولهما أولادهما. فيردوا لهما في شيخوختهما البركات التي نالوها منهما في طفولتهم. على العكس كان الكتبة والفريسيون يعلمون الأبناء أن يكرموا والديهم بالقول: "أنه قربان، بمعنى أنها عطية قد وعدت أن أقدمها للمذبح، وسأحضرها إلى الهيكل فتريحكما تمامًا كما لو قدمناها لكما مباشرة لتشتريا طعامًا". غالبًا ما يحدث أنه بينما يكون الأب والأم في عوز شديد، يقدم أبناؤهما ذبائح للكهنة والكتبة ليأكلوها. القديس جيروم |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|