![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() مُخصبة ومثمرة . تُمدَح النفس لخصوبتها، وذلك ليس بدون سبب، من جهة لأنها ولود في الفضائل، ومن جهة أخرى أنها بلا شر في ذاتها. إنه لأمر جميل ألاَّ يوجد شر، إنه جميل ما هو صالح، أما الشر فليس بجميل. الخصوبة في الأعمال الصالحة جميلة؛ أما العقم فمضاد للجمال، إذ يوجد شر فيما هو محروم من الجمال واللياقة. ما هو شر فهو عقيم وغير مخصب. وما أدل على ذلك ما تقدمه الطبيعة. الأرض الجيدة خصبة ومثمرة، أما الرديئة فمجدبة وبور. كان مناسبًا ما قيل بالنسبة للرب نفسه بعد أن جعل الكنيسة تزداد خصوبة: "الرب قد ملك، لبس الجلال" (مز 93: 1). وفي نص آخر: "مجدًا وجلالًا لبست" (مز 104: 1). واضح إذن إن ما هو ولود وخصيب جميل، وما هو عقيم قبيح. حال النفس كحال التربة، فالنفس تكون جميلة إن كانت وفيرة في استحقاقاتها وفي المشورة، وأما النفس العقيمة (والمشغولة بالماديات) فهي قبيحة، لأن العقم هو ضعف في النفس، يجردها من ثمرها ويخدعها، . يجعلها في عوز ويثير مخاوف، يضاعف الشهوات الشرهة والأفكار الخاملة فتسقط! وما الشر إلاَّ غياب للخير؟ تنخدع بمالها فتحتاج إلى ما يخص الغير؛ تكون فارغة ليس من حد أو قياس يملأها. أيضًا تظلم المادة نعمة النفس. والجهل والشهوة الدنسة هما مرضا النفس. [يرى القديس أمبروسيوس أن الشباب دون الأطفال والشيوخ يتمتعون بصحة قوية، وهذا خير، لكن جهل الشاب للخير أو تجرده منه يثير فيه الشهوة الجسدية، فيتحول ما هو خير إلى شر... بهذا يرى أن الشر هو غياب للخير]. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|