![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() كانت بشارة يسوع وكرازته بـ "ملكوت"، وبدأ هو يكرز "توبوا فقد اقترب ملكوت السماوات"، تماماً كالسّابق يوحنا المعمدان. ولكنّ الملكوت الذي دعا إليه يسوع كان مغايراً جداً للمملكة التي كان ينتظرها الرؤساء بين اليهود، لهذا أعلن لبيلاطس: "مملكتي ليست من هذا العالم". قبل آلامه صرخ يسوع بتلاميذه الذين سألوه: "متى يأتي الملكوت؟" "إنَّ بين الموجودين هنا مَنْ لا يرى الموت قبل أن يرى ملكوت الله آتياً بقوةٍ جليَّاً". يشرح الآباء القدّيسون هذه العبارة، أنّ يسوع كان يعني بـ "ملكوت الله" هنا حدث التجلِّي الذي تمَّ بعد قليل، أو أيضاً حدثَ موتِه وقيامته وتأسيس الكنيسة في العنصرة. الأمور التي شهدها الذين كانوا معه في جيله. ملكوتُ يسوع إذاً هو حالةُ "مجدِه" الظاهر للناس. وهذا ما أعلنه يوحنا الحبيب على لسان الرّب: "المجد الذي أعطيتني (يصلِّي للآب) سأعطيهم (للتلاميذ) إياه". وهذا المجد الظاهر لا يعني مجرَّد إعلانٍ، بل هبة. فالإنسان عندما "يُعاين" مجد الله لا يعني أنه يشاهده بل يختبره. عندما رأى بطرس مجدَ يسوع على ثابور، خَبِر منه خبرةً جعلته يصرخ "يا سيِّد ليتنا (حسناً أن) نبقى ههنا". ما نسميه رؤية مجد الله يعني اختبار حياة الله في سعادتها ووحدتها ومحبّتها، وذلك بالمقدار الذي نستطيعه، (أن يشاهدوا مجدك قدر ما استطاعوا - تقول ترنيمة العيد). المجد، هنا إذاً لا يعني كرامة الله أو سموّه، بل حياته. ومشاهدة هذا المجد هي اختبار شيءٍ من حياة الله في حياتنا. إذاً ملكوت الله ليس حالةً أو مكاناً هناك أو فيما بعد، بل هو حالة العشرة مع الله ومشاركته حياتَه في حياتنا هنا. |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|