بعد ظهورات القيامة التي رآه فيها تلاميذه حيًا ببراهين كثيرة وبعلامات مُلزِمة لا تُقاوم؛ ظهر لهم وكلمهم عن الأمور المختصة بملكوت السموات، وفتح أذهانهم ليفهموا الكتب. أخيرًا ارتفع ليجذب إليه الجميع... ارتفع ليرفعنا؛ وصعد ليُصعدنا معه. فالعالم لا يراه؛ أما نحن فنراه؛ لأننا به نحيا وفي نعمته مقيمون؛ ولن نموت إلى الأبد، وهو الذي سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده... إنه لا يزال ماكثًا معنا؛ يقودنا ويؤازر حياتنا في أحلك الليالي وأصعب الأيام... صعوده الإلهي كان هو الحدث الأخير لحياته على الأرض، وهو أيضًا ظهوره الأخير بعد قيامته، وبه تنتهي مسيرته على الأرض ليكون عيد صعوده زينة وكمالاً وتتويج الأعياد... حيث جلس عن يمين أبيه ليُجلسنا معه في السماويات؛ عندما نرجع كل واحد فينا إلى أورشليمه وإلى عليته.