وَبَقِيَّةُ أُمُورِ مَنَسَّى وَكُلُّ مَا عَمِلَ، وَخَطِيَّتُهُ الَّتِي أَخْطَأَ بِهَا مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ الأَيَّامِ لِمُلُوكِ يَهُوذَا. [17]
إذ لم يبالِ منسى بما حذره به رجال الله الأنبياء، صار سجينًا اقتاده ملك أشور. وإذ سقط في السبي رجع إلى الله ، إذ قيل عنه: "ولمّا تضايق طلب وجه الرب إلهه، وتواضع جدًّا أمام إله آبائه. وصلّى إليه، فاستجاب له وسمع تضرعه، وردّهُ إلى أورشليم إلى مملكته. فعلم منسّى أن الرب هو الله." (2 أي 33: 12-13).
v لقد سمعتم، أبناءنا المحبوبين، كيف أن الرب الإله عاقبه إلى حين ذاك الذي كان يُدمِن عبادة الأوثان، وقتل أبرياءً كثيرين، ومع هذا عندما تاب قبله وغفر له معاصيه وردّ له مملكته، فإنه ليس فقط يغفر للتائبين، بل ويرد لهم كرامتهم السابقة (2 أي 33: 12-13).
قوانين الرسل القديسين
v هكذا ارتكب (منسى) مفاسد لا تُعَد، ومدَّ يديه على القديسين، وجلب رجاسات في الهيكل، وملأ المدينة بالقتل، وصنع أمورًا كثيرة فوق كل اعتبارٍ، ومع هذا بعد ممارسة شرٍ عظيمٍ لمدة طويلة، غسل نفسه من هذا كله بالتوبة وفحص نفسه. فإنه لا توجد خطية لا تخضع لقوة التوبة وتفسح الطريق لها، بل بالحري بنعمة المسيح إن أردنا أن نتغير، فهو يُعيننا. وإن أردتم أن تكونوا صالحين، ليس من يعوقكم عن ذلك، بل بالحري يوجد واحد يعوقنا، الشيطان، الذي ليس له سلطان، مادمتم تختارون ما هو أفضل، وتجتذبون الله لمعونتكم.
القديس يوحنا الذهبي الفم
v الآن إذ يتأمل (منسى) في شروره ييأس في الإصلاح والتوبة، ويفقد كل ما ناله فيما بعد. لكنه إذ تأمل في حنو الله الذي بلا حدود عوض شناعة معاصيه يُحطِّم قيود الشيطان، وقام وصارع معه وتمم الجانب الصالح.