لاحتفال بعيد الصليب لا يعني أنها مجرد ذكرىَ، لأن الصليب حياة، والذين لا يحملون الصليب يهلكون، ومسيحنا صُلب ليدين الخطية ويمحوها، وليعتقنا بالكامل من سلطانها، ودعانا لنحمل صليبه كل يوم، ولنسلك بحسب الدعوة التي دُعينا إليها... فالصليب هو دعوتنا وعيدنا الدائم ليحيا المسيح فينا وبه نغلب، وفي كل عيد صليب تجدد الكنيسة دعوتنا لحمل الصليب ولتبعية المصلوب بفهم ووعي ومواظبة، فنذوق بركة الصليب شجرة الحياة، التي بها أتى الفرح إلى العالم واُستُردّت كل طبيعة آدم الساقطة. عارِضته العامودية تشير إلى الكلمة الذي نزل ونصب خيمته في وسطنا وحَل بيننا، وعارِضته الأفقية جمعت الكل فيه ووحّدت السمائيين مع الأرضيين، والنفس مع الجسد، والشعب مع الشعوب، عندما ردنا من التدبير الشمالي إلى التدبير اليميني.
من قِبَل خشبة صليبك المقدسة غير المائتة يا سيدنا صارت لنا الحياة، وبها نقهر عماليق، وبها نغلب، فهي ختمنا ووسامنا وعِزّنا وقد عزمنا أن لا نعرف شيئًا إلا يسوع المسيح وإياه مصلوبًا.