سر المذكرات المفقودة

[Mary Naeem]

سر المذكرات المفقودة

في حي هادي في أطراف القاهرة، كان "حسام" محقق شاب معروف بذكائه وسرعة بديهته. في يوم من الأيام، وصله بلاغ غريب من سيدة عجوز اسمها "الحاجة أمينة".
الحاجة أمينة: "يا بني، مذكرتي اللي بكتب فيها كل حاجة اختفت فجأة من أوضتي. أنا متأكدة إن حد سرقها."
حسام: "طب ما يمكن حضرتك نسيت وحطتيها في مكان تاني؟"
الحاجة أمينة: "لا يا ابني، أنا متأكدة إنها كانت على الترابيزة جنب السرير، وفجأة ملقتهاش."
حسام بدأ يسألها عن اللي حصل ليلة السرقة. الحاجة أمينة حكت إنها كانت نايمة، وصحيت على صوت خفيف في الصالة. لما خرجت تشوف إيه اللي بيحصل، ملقتش حاجة، لكنها لاحظت إن شباك الصالة كان مفتوح.
حسام: "مين اللي ممكن يكون مهتم بمذكرتك يا حاجة؟"
الحاجة أمينة: "معرفش يا بني، بس المذكرة دي مليانة حاجات عن عيلتي وأسرار زمان."
بدأ حسام يحقق، وقرر يزور الفيلا اللي ساكنة فيها الحاجة أمينة. أول حاجة لاحظها كانت آثار أقدام صغيرة على التراب جنب الشباك.
حسام: "واضح إن اللي دخل هنا حد خفيف الحركة، وممكن يكون طفل أو شاب صغير."
فضل حسام يدور في المكان لحد ما لقى خيط صغير متعلق في الشباك. الخيط كان من قماش حرير غالي.
حسام (لنفسه): "ده مش خيط عادي، ده ممكن يكون من لبس حد غني."
رجع حسام للحاجة أمينة وسألها عن جيرانها. قالتله إن جنبها ساكن شاب اسمه "أدهم"، معروف إنه دايمًا شيك ومهتم بمظهره.
حسام قرر يزور أدهم. لما دخل بيته، لاحظ على طرف الكنبة نفس نوع الخيط اللي لقاه عند الشباك.
حسام: "أنا آسف، بس لازم أسألك. كنت فين ليلة ما الحاجة أمينة اتسرقت؟"
أدهم (بتوتر): "أنا... كنت في البيت، معرفش حاجة عن الموضوع ده."
لكن حسام كان ذكي. لاحظ إن أدهم متوتر، وبدأ يفتش في المكان بعد ما أخد إذنه. لقى المذكرة مخبية تحت مخدة في غرفة النوم.
حسام: "تقدر تفسرلي المذكرة دي بتعمل إيه عندك؟"
أدهم: "أنا... أنا كنت محتاج حاجة منها. الحاجة أمينة كتبت في مذكرتها إن عندها مستندات عن قطعة أرض كانت بتاعت جدودي. كنت عايز أتأكد إنها لسه معاها."
حسام: "بس ده مش مبرر تسرق. المفروض كنت تتكلم معاها وتفهم منها بدل ما تعمل كده."
رجع حسام المذكرة للحاجة أمينة، وأدهم اعتذر واعترف بغلطه. القصة انتهت برجوع الحق لصاحبه، لكن حسام فضل دايمًا مستعد لأي قضية جديدة، مهما كانت غريبة.