![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() فَنَزَلَ وَغَطَسَ فِي الأُرْدُنِّ سَبْعَ مَرَّاتٍ حَسَبَ قَوْلِ رَجُلِ الله، فَرَجَعَ لَحْمُهُ كَلَحْمِ صَبِيٍّ صَغِيرٍ وَطَهُرَ. [14] مع غيظه لأنه حسب النبي لم يهتم به، وأن ما طلبه منه أمر يبدو غير معقول، لكنه في وداعةٍ استمع لرأي عبيده الحسن ولم يُصر على غيظه. اتسم نعمان بقلب طفلٍ سريع الغضب وسريع الرجوع عنه، لم يُصر على غضبه، بل قبل مشورة عبيده الذين وجدوا فيه أبوة، فكانوا يدعونه "أبانا". "نزل وغطس": نجح في امتحان الإيمان، فحتى الغطسات الست الأولى لم يشعر بأي تغيير فأطاع، وفوجئ في الغطسة السابعة بشفائه. لقد نزل في مياه الأردن، كما نزل أيضًا عن غيظه وكبريائه. في هجوم العلامة ترتليان على مرقيون الذي كان يحتقر المادة ويرفض أن يدعو السيد المسيح الخالق. كأغلب الغنوسيين يرى فيه أعظم من أن يكون خالق للمادة، يرى في أليشع النبي رمز المادة (مياه الأردن) شفاء نعمان السرياني، وطلب أن يغطس سبع مرات. هذا عمل الخادم أليشع، فكم بالأكثر يكون عمل سيده "ربنا يسوع المسيح" الذي هو الخالق للمادة ويشفي بكلمته. خلال الفداء يتمتع بميلاد جديد، ويصير المؤمن خليقة جديدة على صورة خالقه، يصير ابنًا لله في مياه المعمودية، باتحاده بالابن الوحيد الجنس، يصير نعمان الجديد، الذي قيل عنه: "فنزل وغطس في الأردن سبع مرات حسب قول رجل الله، فرجع لحمه كلحم صبي صغير وَطَهُرَ" [14]. يتحقق فيه قول السيد المسيح لنيقوديموس: "الحق الحق أقول لك، إن كان أحد لا يُولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله. المولود من الجسد جسد هو، والمولود من الروح هو روح" (يو 3: 5-6). v لم يتطهر أحد إلا نعمان السرياني الذي ليس من إسرائيل. انظر، إن الذين يغتسلون بواسطة أليشع الروحي الذي هو ربنا ومخلصنا يتطهرون في سرّ المعمودية ويغتسلون من وصمة الحرف (الذي للناموس). لقد قيل لك: قم، اذهب إلى الأردن، واغتسل، فيتجدد جسدك. لقد قام نعمان وذهب واغتسل رمزًا للمعمودية، فصار جسمه كجسم صبي صغير. من هو هذا الصبي؟ إنه ذاك الذي يولد في جرن التجديد. العلامة أوريجينوس اغتسل في الأردن سبع مرات، كما لو كان مرة عن كل خطية. كل منها لأجل الاحتفال بالتكفير عن سبعة كاملين، ولأن عمل المعمودية الواحدة الكامل ينسب بمهابة إلى المسيح وحده، الذي كان له أن يؤسس يومًا ما على الأرض ليس فقط إعلانًا، بل معمودية تهب فعَّالية مختصرة العلامة ترتليان vليس بلا سبب تطهر نعمان القديم المصاب بالبرص بالعماد، إنما كان ذلك إشارة إلينا. فكما نحن كنا مصابين بالبرص بالخطية، وعاجزين عن التطهير، فبالمياه المقدسة واستدعاء الرب نُطهَّر من معاصينا القديمة؛ إذ نتجدد روحيًا كأطفالٍ مولودين حديثًا. وذلك كما أعلن الرب: "إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله" (يو 3: 5). القديس إيريناؤس القديس غريغوريوس النيسي القديس مار أفرام السرياني لقد اعترفتم بالآب. تذكروا أنكم فعلتم هذا، اعترفتم بالابن، واعترفتم بالروح القدس. لاحظوا تدبير الأمور في هذا الإيمان: لقد متُّم عن العالم، وقمتم لله. وإذ دُفنتم للعالم في هذا العنصر (الماء)، إذ أنتم أموات للخطية، قمتم للحياة الأبدية. لذلك آمنوا أن هذه المياه ليست خالية من القوة[28]. v أنت تخلص العالم، فلتخلص نفس خاطئ واحد! هذا هو سمو حنوَّك الخاص، الذي به تخلص العالم كله، واحدًا فواحدًا! أُرسل إيليا إلى أرملة واحدة (1 مل 17: 9). وطهَّر أليشع إنسانًا واحدًا [14]. أما أنت أيها الرب يسوع تطهر اليوم ألوفًا. كم من كثيرين تطهرهم في مدينة روما؛ وكم من كثيرين بالإسكندرية، وأيضًا بالقسطنطينية! حتى القسطنطينية تتقبل كلمة الله، وتتقبل براهين أحكامك الواضحة. القديس أمبروسيوس v عندما نزل نعمان في النهر رمز المعمودية "رجع لحمه كلحم صبى صغير" [14]. لاحظوا أيها الإخوة الأحباء أن هذا الشبه قد كمُل في الشعب المسيحي، إذ تعلمون أن كل الذين يعتمدون لا يزالون يدعَون أطفالاً، سواء كانوا كبارًا أو صغارًا. الذين ُولدوا عتقاء بآدم وحواء، يولدون من جديد كصغارٍ بالمسيح والكنيسة. الميلاد الأول يلد أناسًا للموت، والثاني للحياة. الأول يجلب أبناء الغضب، والثاني يلدهم من جديد كأوانٍ للرحمة. يقول الرسول: "في آدم يموت الجميع" (1 كو 22:15). لذلك كما أن نعمان وهو رجل كبير صار صبيًا بالغسل سبع مرات، هكذا الأمم مع أنهم عتقاء بسبب خطاياهم السالفة ومصابون بوصمات البرص الكثيرة، تجددوا بنعمة المعمودية بطريقة لا يبقى فيهم برص الخطية الأصلية أو الفعلية... عندئذ يتحقق فيهم ما يخبر به الرسول الكنيسة بخصوص المسيح: [ليقدم لنفسه كنيسة بلا عيب ولا غَضْنَ] (أف 27:5). الأب قيصريوس أسقف آرل v [اُستهلك جسده بالعقوبات، ليعود إلى أيام صباه] (أي 33: 25). عندما سقط الإنسان الأول من الله، طُردنا من مباهج الفردوس، وارتبطنا بمآسي هذه الحياة الفانية. ونشعر بألم عقوبتنا مدى خطورة خطأنا الذي ارتكبناه بغواية الحية. فإننا إذ سقطنا إلى هذه الحال، لا نجد شيئًا خارج الله سوى الحزن... فإننا نعاني يوميًا من الحزن في الجسد، وفيه العذاب والموت، لذلك فالرب بتدبيره العجيب يُغيِّر ما حلٌ بنا بارتكابنا الخطية وذلك بوسائط العقوبة....[اُستهلك جسده بالعقوبات، ليعود إلى أيام صباه]. كأنه يقول: خلال عقوبة موته (موت الإنسان) هبط بعمره المسن، فيرتد إلى أيام صباه، أي يتجدد إلى كمال حياته السابقة، ولا يبقى في الحال الذي سقط إليه، بل بخلاصه يرجع إلى مباهج حالته التي خُلِقَ عليها أصلاً... إذ أُحْضِرْنَا إلى هذه القوة للحياة الجديدة، ليس بقوتنا، وإنما بواسطة المُخَلِّص، ليت الرسول (السيد المسيح) يقول في وساطته لهذا الإنسان الذي تحت العقوبة: [ليعود أيام صباه]. البابا غريغوريوس (الكبير) v ذهب واغتسل سبع مرات كما أُمر، ونُزع برصه، وصار طاهرًا بقوة عظمى. لماذا أمره أن يغتسل سبع مرات، مع أن القوة واحدة لا تخضع للتعداد؟... قامت الخلائق وتخومها في ستة أيام، وفي اليوم السابع استراح من أعماله البديعة. ولهذا كُرِّم السبتُ على السبعة أيام، لأنه الإكليل الذي به خُتمت كل الخلائق. بنت الحكمة لها بيتًا عظيمًا مملوءًا جمالاً، وسندته بسبعة أعمدة ليقوم بها. في سبعة أيام يسرع العالم نحو التغييرات، وهي تدور فيه كل يوم وتقيمه. أيام الأسبوع السبعة التي بها يقوم العالم كله، تقف مثل أعمدة وتحمله. ولهذا علَّم النبي الأرامي سرّ السبت، فيغتسل سبع مرات ويطهر. فإن طُرح سؤال عن هذا التعداد يأتي سرّ السبت ويدخل ويظهر نفسه. ومن التوراة ظهر جمال هذا العدد الذي به أقام الخالق العوالم وإبداعها. تطهير الأرامي كان أعجوبة، ومع الأعجوبة كان يلزم التعليم. وضع النبي عدد الأيام السبعة، ليصير نافعًا للأراميين ويفيدهم. فحين يستفسرون عن عدد المرات السبع يعرفون القوة من التوراة صاحبة الكنوز. ظهر خبر القدرة الخالقة والإبداع، والخالق الذي أقام العوالم في سبعة أيام. القديس مار يعقوب السروجي |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|