![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() محبة أبدية أحببتك رأيته معلقاً على خشبة الصليب ..؟! فعرفت أنه محب البشر ؟! ولكني قلت متعجباً.. كيف قام البشر، واجتمعوا معاً لصلب المسيح المحب لهم..؟! والذي جاء متجسداً لأجلهم ؟! كيف صلبوا المسيح.. وسمروا شمس البر الذي أشرق على الأرض والشفاء في أجنحته ؟! كيف علقوا المسيح.. وربطوا أجنحة السلام بعدما نزعوا الريش من عليها ؟! كيف طعنوا الحمل.. ورفعوه عالياً على خشبة الصليب ؟! قلت.. أليست هذه الجموع هى التى أطعمها بيديه.. وشفى أمراضها.. وأخرج الأرواح الشريرة من بينهم.. ومسح دموع المتعيين.. وعزى قلوب الحزاني؟! وسألت .. هل هذه الجموع هي التي سمعت تعاليمه على جبل الموعظة؟! وأليس هو المسيح المعلم الصالح الذي فتح فاه.. وعلم الجمع الغفير الجالس على مدرجات جبل الموعظة ؟! نظرت إليه وهو في علوه على جبل الجلجثة وقلت.. ترى بعدما أعطى المسيح درساً للجموع عن المحبة.. هل خرج بهم.. وانتقل إلى مدرجات جبل الجلجثة لينظروه وهو في معمل الضيقات ؟! هل ارتفع أمام أعينهم لكى يعرفهم المحبة الحقيقية.. وأنه المعلم الصالح الذي أعماله تصدق أقواله؟! وتذكرت كل ما قاله للجموع الجالسة على مدرجات جبل الموعظة من تعاليم سامية. . أحبوا أعداءكم.. باركوا لاعنيكم.. صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويضطهدونكم.. وإن أحببتم الذين يحبونكم فأى فضل لكم؟ وسمعته وهو على جبل الجلجثة فوق بوتقة الألم يصرخ قائلاً من أجل صالبيه يا أبتاه اغفر لهم.. لأنهم لا يعرفون ماذا يفعلون أين ذراعه الرفيعة .. ويمينه القوية ؟! رأيت المسيح معلقاً على خشبة الصليب.. ولكني رأيته بصورة غير مألوفة لدى الأنظار.. فسألت أين ذراعه.. ويده اليمني ؟! من الذي أنزلها من على خشبة الصليب؟! من الذي أطلقها من قبضة المسمار ؟! عدت أكرر نظرى نحو الصليب مدققاً.. فسألت نفسي مردداً نفس التساؤل ؟! أين ذراع المسيح.. وأين يمينه القوية ؟! هل كسروها ؟! هل قطعوها ؟! . . قلت مستحيل لأنه مكتوب عظمة واحدة من عظامه لا تنكسر" (يو ١٩ :٣٦).. وتذكرت ما قاله المسيح أبي يعمل حتى الآن، وأنا أعمل.. فتشككت في نفسي وقلت.. المسيح قال إنه يعمل مادام نهار ؟! ولكن هذه ساعة سلطان الظلمة.. تُرى ماذا يعمل ؟! وكيف يعمل وجسده مربوط بالمسامير.. وأين يعمل ؟! تساؤلات كثيرة وردت على قلبي.. حول محبة المسيح وأعماله.. وذراعه ويده اليمنى ؟! وبينما كنت أفكر فى كل هذه الأمور .. شد انتباهي الحوار الذي دار بين اللص اليمين والمسيح الذى يخلص كل من تعلق به (مز ۹۱: ١٤) . سمعت الحوار بوضوح.. سمعت نبرات صوت اللص. . التي كانت خارجة من قلب صادق، ومنسحق.. وسمعت نبرات المسيح ذي القلب المتشوق لخلاص ونجاة كل أحد.. كان حواراً فريداً من نوعه.. القلوب المتألمة والمتشوقة؟! اللص كان يصرخ متلهفاً اذكرنى ياسيدى متى جئت في ملكوتك؟! والمسيح يرد متشوقاً اليوم تكون معى في الفردوس" (لو ٢٣: ٤٣). قلت في قلبي.. هذا الحوار عجيب؟! حوار في أرض المحاكمة.. لكنه بعيد عن الحكام، والأحكام التي في الأرض؟! .. حوار كان عالياً فوق مستوى الأرض..؟! لا تقدر أن تدخل فيه يد بشرية ..؟! حوار.. لا يتخطى سوى جملة واحدة فيها طلبة نقية من اللص أنتهت بالمصاحبة الدائمة في الفردوس ؟! وسط المحاكمة.. تم الحوار الذى لم تعقه قوانين أرضية.. ولا أباطرة ولا ولاة ولا رؤساء ..؟! نظرت إلى الذين تحت الصليب.. رأيتهم ينتظرون موت المسيح.. بينما هو كان منشغلاً بمسيرة الحياة الجديدة مع اللص اليمين؟! علمت أن سلطان الظلمة لا يقدر أن يقاوم عمل المسيح.. هو يعمل دائماً.. لأنه هو النهار.. هو نور العالم.. والساكن في النور. . والذي تسبحه ملائكة النور.. ولا تقدر الظلمة أن تدنو منه.. وبينما أبحث.. وأسأل عن ذراع المسيح ويمينه القوية.. رأيتها وهي تفتح الأبواب المغلقة من قديم الزمان ؟! ففرحت وبالأكثر عندما سمعت أصواتاً ملتهبة تطرق على الأبواب .. وتصرخ قائلة.. أفتحى أيتها الأبواب الدهرية فيدخل ملك المجد" (مز ٢٤: (٧) وقلت.. قد يكون هذا الصوت.. هو الخارج من الكاروبيم ذى السيف المتقلب المكلف بحراسة شجرة الحياة.. من وقت سقوط آدم وحواء..؟! قلت في قلبي المسيح يعمل أيضاً وهو على خشبة الصليب.. هو ذاهب لكى يفتح باب الفردوس.. وتذكرت ما قاله المرنم داود في المزمور يمينك صنعت قوة. . يمينك رفعتني.. (مز (۱۱۷).. فكرت بصوت عال.. هل هذا المزمور خاص باللص ؟! هل هو ترنيمته التي يقولها عندما يدخل الفردوس وعندما يتمشى ويتحرك ؟! الأبواب الدهرية المغلقة.. انفتحت بذراع المسيح الرفيعة.. وبيمينه القوية..!! علمت أن ساعة الظلمة.. لم تقدر على المسيح.. حتى ولو ظلموه.. وربطوه.. وعلقوه.. وثقبوا يديه ورجليه.. وأماتوه على خشبة الصليب.. هو القدوس الذى بضعفه أظهر ما هو أعظم من القوة ؟! أشتاقت نفسى أن تنظر إلى ما وراء الصليب؟! فرأيت يمينه القوية تدلت من على شجرة الصليب .. ورأيتها عندما دخلت إلى أعماق الحية ؟ ونظرت إليها وهي تخرج آدم وبنيه ؟! يمين آدم المائت بالخطية تعلقت بذراع المسيح آدم الثاني الطبيب المعطى الحياة.. وخرجت رأس آدم وجسمه من أعماق الظلمة ..؟! رأيت ألوفاً.. وربوات خرجوا من بطن الحية.. ورأيت الحية وهي تزحف سريعاً على بطنها لكى تختبئ في شقوق جبال الجلجثة.. ودون أن تدرى وضعت رأسها تحت شجرة الصليب فاختنقت بجذورها.. رأيت شجرة الصليب أفرخت أغصانها.. وأنبتت أوراقها.. واستظل في حماها آدم وبنيه وبها دخلوا الفردوس الدائم ؟! رأيت الولادة الجديدة للبشرية ؟! الشهوة حبلت في قلب البشرية فولدت خطية.. والخطية كملت فأنتجت موتاً للجميع .. والموت أصبح جنيناً في رحم الأرض؟! من الذى يقدر أن يحييه؟! من الذي يقدر أن يخرجه؟! . . ومن الذي يقدر أن يخلصه ؟! ذراع الله هى التى تقدر أن تخرجه من الظلمة إلى النور. . ويمين الله هي التي تقدر أن تخلصه .. وقوة العلي هي التي تقدر أن تعطيه الحياة من الموت . شكراً لعطايا الله.. الذى شاء وتجسد فولدنا بكلمة الحق لكي نكون باكورة من خلائقه (يع١٨:١) . أبينا الأنبا كيرلس قديس ميلانو❤️ |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|