![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() ولمَّا قَرُبَ مِن بَيتَ فاجي وبَيتَ عَنْيا عِندَ الجَبلِ الَّذي يُقالُ لهُ جَبَلُ الزَّيتون، أَرسَلَ اثْنَينِ مِن تَلاميذِه "أَرْسَلَ اثْنَيْنِ مِنْ تَلَامِيذِهِ"، فَفِي الأَصْلِ اليُونَانِيِّ ἀπέστειλεν (مَعْنَاهَا: أَرْسَلَ) فتُشيرُ إِلَى الإِرْسَالِيَّةِ لِلأُمَمِ وَلِلْيَهُودِ، فَالمَسِيحُ يَأْخُذُ دَوْمًا زِمَامَ المُبَادَرَةِ. فَقَدْ أَرْسَلَ يَسُوعُ التَّلَامِيذَ سَابِقًا لِيُعْلِنُوا لِجَمِيعِ الأُمَمِ الخَبَرَ السَّارَّ المُتَعَلِّقَ بِاقْتِرَابِ المَلَكُوتِ: "أَرْسَلَهُمْ (ἀπέστειλεν) لِيُعْلِنُوا مَلَكُوتَ اللهِ" (لُوقَا 9: 2). وَهُوَ الآنَ يُرْسِلُ تِلْمِيذَيْنِ، تَمَامًا كَمَا سَبَقَ وَأَرْسَلَ الاثْنَيْنِ وَالسَّبْعِينَ، اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ (لُوقَا 10: 1–10). فَإِرْسَالُ هَذَيْنِ التِّلْمِيذَيْنِ يُمَثِّلُ الكَنِيسَةَ المُرْسَلَةَ لِتُعْلِنَ لِلْجَمِيعِ فِصْحَ الرَّبِّ، إِذْ إِنَّ إِرْسَالِيَّةَ الرُّسُلِ مُرْتَبِطَةٌ بِـإِرْسَالِيَّةِ يَسُوعَ نَفْسِهِ: "كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ، أُرْسِلُكُمْ أَنَا أَيْضًا" (يُوحَنَّا 20: 21)، وَخَاصَّةً عِنْدَ ظُهُورِهِ لَهُمْ بَعْدَ القِيَامَةِ، حَيْثُ قَالَ لَهُمْ: "اِذْهَبُوا..." (مَرْقُس 16: 15)، لِيُبَشِّرُوا بِالإِنْجِيلِ، وَلِيُتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ (مَتَّى 28: 19)، وَلِيُقَدِّمُوا شَهَادَتَهُمْ فِي كُلِّ مَكَانٍ (أَعْمَال 1: 8). وَبِذَلِكَ، تُبَلَّغُ إِرْسَالِيَّةُ الاِبْنِ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، بِفَضْلِ إِرْسَالِيَّةِ رُسُلِهِ وَكَنِيسَتِهِ، بِالكِرَازَةِ بِالخَلاَصِ: فِي العَهْدِ القَدِيمِ خِلَالَ الرُّمُوزِ وَالظِّلَالِ، وفِي العَهْدِ الجَدِيدِ خِلَالَ الحَقِّ. أَمَّا عِبَارَةُ "اثْنَيْنِ"، فَتُشِيرُ إِلَى الرَّقْمِ ٢، الَّذِي يُدَلِّلُ عَلَى المَحَبَّةِ، إِذْ يُوحِّدُ الاِثْنَيْنِ فِي وَاحِدٍ. فَالمَحَبَّةُ جَاءَتْ فِي وَصِيَّتَيْنِ: مَحَبَّةُ اللهِ وَمَحَبَّةُ القَرِيبِ. وَلِذَلِكَ، بَدَأَتْ إِرْسَالِيَّتُهُ بِتِلْمِيذَيْنِ، وَهُوَ بِالقُرْبِ مِنْ قَرْيَتَيْنِ، أَيْ فِي جَوِّ الحُبِّ، الَّذِي بِدُونِهِ لَا نَنْعَمُ بِدُخُولِ السَّيِّدِ إِلَى أُورَشَلِيمَ. |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|