لقد خُلقنا لكي نحيا في الفردوس؛ بيت الآب؛ ولكي يكون لنا شركة شخصية حقيقية معه؛ لأنه أعطانا نعمة لأجل أن نعيش في رتبة ودالة البنين، إلا أننا بسقوطنا وابتعادنا انتقلنا من الفضيلة أصلنا الأول؛ وانحدرنا إلى الخطية والنفي للكورة البعيدة...
الخطية هي الأحدث؛ هي العصيان والابتعاد والمشيئة الذاتية؛ هي الخطية الجدّية؛ بل وكل خطية؛ تؤدي بنا إلى فقدان شركة الاتحاد بالله. فالابتعاد عن الله هو الموت؛ وبعيدًا عن الله نكون أمواتًا بالذنوب والخطايا، حياتنا تافهة مُشرَّدة عارية من النعمة وفاقدة لنموذج جمالها الأصلي، تتمرغ من الشياطين حيث الخنازير والروث والخرنوب... مسجونة في سجن الفناء والفساد. لكن رجوعنا إلى الكنيسة؛ فردوسنا وبيتنا الروحي يزرع فينا قمح التعقل وكرمة الخلاص بعد القحط والحرمان.