وَكُوشُ وَلَدَ نِمْرُودَ الَّذِي ابْتَدَأَ يَكُونُ جَبَّارًا فِي الأَرْضِ

[Mary Naeem]

وَكُوشُ وَلَدَ نِمْرُودَ الَّذِي ابْتَدَأَ يَكُونُ جَبَّارًا فِي الأَرْضِ. [10]
نمرود: إن كان الكتاب المقدس قد قدَّم كشفًا عن عمله خلال نسل سام حيث يأتي كلمة الله متجسدًا من نسل إبراهيم، فإنه يكشف أيضًا عن عمل عدو الخير خاصة خلال نسل كوش الذي قدَّم نمرود، ومن نسل كنعان الذي قدَّم الشعوب الكنعانية المُقاوِمة لعمل الله، أما بالنسبة لنمرود بن كوش فقيل: "الذي ابتدأ أن يكون جبارًا في الأرض، الذي كان جبار صيد أمام الرب، لذلك يُقال: كنمرود جبار صيد أمام الرب" (تك 10: 8-9). كان صيادًا جبارًا، أسَّسَ الأسرة الحاكمة في بابل وشنعار وأكاد، وربما كان هو نفسه جلجاميش الأكادي أو البابلي. على أي الأحوال صارت بابل فيما بعد رمزًا لمعاندة الله والكبرياء، كما للزنا الروحي (رؤ 14: 8؛ 16: 19؛ 17: 1- 5). صارت بابل تشير إلى جماعة الأشرار،
وكما يقول القديس أغسطينوس: [كما إلى مملكة الدجال.]
قيل عن نمرود "كان جبار صيد أمام الرب" (تك 10: 9)، ويرى القديسين أغسطينوس ومار أفرآم السرياني أنه يعني كان جبار صيد ضد الرب الإله.
v أشار (نمرود) إلى الشيطان الجبّار الشرير. قال إن بدء مملكته هي بابل. تفسير بابل الانقسام (البلبلة). إن الانقسام هو بالحقيقة بدء مملكة إبليس؟

القديس مار أفرام السرياني

غير أن القديس مار أفرام السرياني يرى من جانبٍ آخر أن نمرود في مقاومته للأمم الأخرى، إنما يُحَقِّق إرادة الله لهم. بخصوص نمرود، قال موسى: "كان جبار صيد أمام الرب" (تك 10: 9)، لأنه حسب مشيئة الرب قام بمحاربة كل أمة من هذه الأمم، وطردها من هناك حتى يتركوا مواقعهم ويستقروا في مواضع أَعَدَّها الله لهم... اعتاد أحدهم عند مباركة رئيس أو حاكم أن يقول: "لتكن مثل نمرود، جبار صيد انتصر في معارك الرب".
يقول القديس يوحنا الذهبي الفم إن البعض يرون في القول "أمام الرب"، ضد الرب، أما هو فيرى عكس ذلك: [بالحري إنها تدل على أن (نمرود) كان قويًا وشجاعًا. فإن تعبير "أمام الرب" يعني خُلِقَ بواسطته. وربما تعني أن الله يُثِير دهشتنا به، إذ خلق خليقة رائعة، ويبرزه أمامنا على الأرض.]