![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() انحدار رحبعام المُحزِن بعد أن تَثَبَّتَت مملكة رحبعام، ترك هو وشعبه شريعة الرب. بلا شك صُدِمَ الكهنة واللاويون وأيضًا الأتقياء الذين جاءوا من مملكة الشمال لتركها عبادة الله، عندما وجدوا رحبعام بعد ثلاث سنوات انحرف عن شريعة الرب. بعد خمس سنوات من تبوُّء رحبعام العرش غزا شيشق مؤسس الأسرة الثانية والعشرين لملوك مصر أورشليم، ونهب من الأرض المقدسة كل ما جذب عينيه، سواء في الهيكل أو القصر الملكي. يُقَدِّم لنا هذا الأصحاح تفاصيل عن حياة رحبعام أكثر مما ورد في الملوك، وللأسف يُقَدِّم تاريخًا مُحزِنًا. يبدو كأننا عُدْنا إلى فترة القضاة. رحبعام وشعبه يفعلون الشر وَلَمَّا تَثَبَّتَتْ مَمْلَكَةُ رَحُبْعَامَ وَتَشَدَّدَتْ، تَرَكَ شَرِيعَةَ الرَّبِّ هُوَ وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ. [1] كثيرًا ما يتجاهل الإنسان الاتكال على الله متى شبع وتقوَّى، وعوض تسبيح الله على عطاياه ينشغل بالعطية عن العاطي نفسه. عاش رحبعام وشعبه ثلاث سنوات سالكًا في طريق الرب، وكانت المملكة قوية بالرغم من انفصال عشرة أسباط عنهم. للأسف كل ما كان يشغل رحبعام تثبيت المملكة، وليس العِشْرَة مع الله. لم يعد يخاف من مصر، إذ اتكل على مدنه الحصينة، وترك الرب. "وكل إسرائيل": يقصد هنا مملكة يهوذا التي تضم سبطين فقط مع جميع الكهنة اللاويين والأتقياء الذين جاءوا من مملكة إسرائيل. لم يقل مملكة يهوذا، بل "إسرائيل"، لأنه لا ينظر إلى المملكة الشمالية على أنها إسرائيل حتى وإن دعت نفسها هكذا، ودعتها الأمم المجاورة هكذا، لأنها سارت في طريق الشر حيث سحب يربعام الشعب إليه. ولعله يدعو مملكة يهوذا هنا إسرائيل، وإن كانت هي بدورها تركت الرب مثل مملكة الشمال. تبرز خطورة القائد، فإذ انحرف رحبعام تبعه انحراف الشعب كله وراءه. عندما اهتز رحبعام بسبب الانشقاق، لجأ إلى الله، وإذ تشدَّدت مملكته اتَّكل على قوته وإمكانياته وترك طريق الرب. هذا ما يحذرنا منه الرب، فحين يشبع الإنسان ويطمئن ويتمتع بكثير من البركات، ينسى خالقه ويجحد راعيه، عوض تقديم الشكر له. يقول الرب: "لأني أدخلهم الأرض التي أقسمت لآبائهم الفائضة لبنًا وعسلاً، فيأكلون ويشبعون ويسمنون، ثم يلتفتون إلى آلهة أخرى ويعبدونها، ويزدرون بي وينكثون عهدي" (تث 31: 20). "فسمن يشورون (أي المحبوب) ورفس. سمنت وغلظت واكتسيت شحمًا! فرفض الإله الذي عمله، وغبيَ عن صخرة خلاصه" (تث 32: 15). هكذا يُشبِّه إسرائيل المحبوب بفرسٍ أكل وشبع وسمن وغلظ وامتلأ شحمًا، فبدأ يرفس صاحبه الذي أوجده، وفي غباوة استهان بالله صخرة خلاصه. قدَّم الله لهم من خيراته فعِوَض تقديم ذبيحة شكر له، يرفعون أقدامهم ليرفسوا الله نفسه. عندما يُوبِّخهم الله خلال أنبيائه يثورون كبقرة جامحة وثورٍ غير معتاد أن يحمل النير. بكبريائهم لا يحتملون كلمة توبيخ حتى إن صدرت من الله خالقهم. قيل: "سمنوا لمعوا. أيضًا تجاوزوا في أمور الشر، لم يقضوا في الدعوى، دعوى اليتيم. وقد نجحوا، وبحق المساكين لم يقضوا" (إر 5: 28). بمعنى ظنوا أنهم صاروا عظماء أصحاب سلطان، أغنياء لا يعوزهم شيء، سمناء مملئون صحة، لامعين أو ملسو الشعر أي مملئون جمالاً، ولم يدركوا أنهم في واقع الأمر جمعوا لأنفسهم شرًا عظيمًا. هذا هو ما اقتنوه، لأن الأمور السابقة تتغيَّر وتنتهي ويبقى القلب فاسدًا بالشر. v هذه (الأحزان) تسحب الرحمة، وتُقَدِّم لنا الحنو، ومن الجانب الآخر فإن ذاك (الغنى) يرفعنا إلى كبرياء غبي، ويقودنا إلى الكسل، ويدفع الإنسان إلى مظاهر كثيرة تجعله متشامخًا. لهذا يقول المرتل: "خير ليّ يا رب أنك أذللتني، فأتعلَّم أحكامك" (مز 119: 71)... كما "الرب يعرف عندما يقضي أحكامًا" (مز 9: 16). القديس يوحنا الذهبي الفم |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
محاكمة بين الله وشعبه |
الأشرار يفعلون الشر ويسيئون إلى الأبرار بلا أي سبب |
يعملون لأجل الله وشعبه |
يا رب احم العراق وشعبه |
الآب وشعبه |