منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 25 - 12 - 2024, 05:16 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,160

أنَا هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي رأَى مَذَلَّةً بِقَضِيبِ سَخَطِهِ


أنَا هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي رأَى مَذَلَّةً بِقَضِيبِ سَخَطِهِ [1].
من جهة مشاعر الشعب نحوه، الكل من ملوك وكهنة وأنبياء كذبة وشعب، أذاقه مرارة المرّ، من سجن ومؤامرات لقتله وإلقاء في الجب ومقاومة لنبوَّته، ومع ذلك كان يحبُّهم! أقول، إن سيطرة روح الرب على إرميا وشعوره بالأبوَّة، وفهمه لرسالته، وإدراكه لقيمة أولاده الروحيِّين، جعله يشعر بضيقاتهم ويتألَّم لآلامهم ولو لم يشعروا هم بها، فصار في مذلةٍ حين سقطوا تحت ذل السبي..
بالنسبة لإرميا النبي، في مشاعر الأبوَّة الصادقة يدرك أن مرارة الشعب في أثناء السبي نصيبه هو، مع أنه حذرهم مرة ومرات، لكنَّه كأب يشعر بمرارة حالهم كما لو كان هذا حاله هو. لذلك رفض بإباء أن تُعطى له كرامة في بابل، مصرًا أن يبقى مع الشعب مذلولًا، صارخًا إلى الله في مرارة نفسه، قائلًا: "أَنَا هُوَ الرَّجُلُ الذي رأَى مَذَلَّةً بِقَضِيبِ سَخَطِهِ" (مرا 3: 1). من هو هذا الرجل إلا كلمة الله الذي تجسد ليحمل كل آلامنا عنا، فرأى مذلة، وتحمل قضيب سخط الآب عوضًا عنا.
يتحدث إرميا في هذه المرثاة باسم ذاك الذي حمل المذلة عن البشرية كلها. قبل تجسد الكلمة كان آدم الأول يُحسب البكر بين بني البشر، وبسقوطه زاغوا وفسدت طبيعتهم، وانهارت إرادتهم، وتشوه مفهومهم عن الله، إذ نظروا إليه كعدوٍ، فصاروا تحت الغضب الإلهي. جاء آدم الثاني ليحتل مكانه، يقبل أن يتمم المصالحة بدمه الثمين. هو ابن الله الوحيد الذي به يُسر، يضمنا إليه فننعم بمسرة الآب لنا.
صار إنسانًا بالحقيقة، وقَبِلَ المذلة وتألم، أخذ مالنا، لنأخذ نحن ما له.
"قضيب سخطه": يترجمها البعض العصا الثقيلة لسخطه أو غضبه، وكأن الله لم يستخدم السيف لقتل كل شعبه للتدمير الكامل، وإنما عصا التأديب الثقيلة لتدربيهم وإصلاحهم (عب 12: 7-11).
في نفس الوقت يشير إلى جانب من جوانب الصليب، بكونه ذبيحة إثم. حقًا إنه ذبيحة رضا ومسرّة لدى الآب الذي أحب العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية (يو 3: 16). هذا الصليب الذي هو قضيب سخطه، قبله كلمة الله، بل وهو موضوع مسرّته، أطاع حتى الموت موت الصليب. حمل الصليب أيضًا جانبًا آخر، وهو الطاعة للآب.
* ليس له شكل ولا جمال في أعين اليهود، أما بالنسبة لداود فهو أبرع جمالًا من بني البشر (مز 45: 2). على الجبل (أثناء التجلي) كان بهيًا ومضيئًا أكثر من الشمس (مت 17: 2)، مشيرًا إلينا نحو سرّ المستقبل .
القديس غريغوريوس النزينزي
* ذاك الذي هو أبرع جمالًا من بني البشر رآه البشر على الصليب بلا شكل ولا جمال؛ كان وجهه منكسًا، ووضعه غير لائق. مع هذا فإن عدم الجمال هذا الذي لمخلصك أفاض ثمنًا لجمالك الذي في الداخل، فإن مجد ابنة الملك من داخل (مز 45: 2).
القديس أغسطينوس
* قدر أن يحتمل الإهانة لكونه محترمًا، لأنه عندما يُهان من هو مكرم لا يُحسب هذا إهانة.
إنها إهانة لمن أعماله هي خزي، فلو توقفوا عن إهانته فهو مهان وساكت.
إذًا، إن أهين المكرم، ويُسخر منه وهو غير مستحق ينتصر بين المتميزين.
لو كانوا قد تفلوا في وجه آدم، لكانت إهانة له وخزيًا، لأنه تجاوز الوصية.
وكان يُسقطه الخزي والبصاق اللذين يستحقهما... لأنه خجل واتضع بذنبه.
وبما أن ربه أشفق على الضعيف، فقد دخل وقبل الخزي بدلًا منه، وإذ لم يذنب لم يكن يخجل.
كان يهان ويُسخر منه ولم يكن يتوجع: عندما يُهان من ليس مذنبًا فهذا مجد له.
كان يُشتم ويضرب ويهان وهو هادئ ولطيف ومتواضع ونقي وغير مضطرب .
القديس يعقوب السروجي
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مَنْ هُوَ الَّذِي يُخَبِّرُ سَيِّدِي هُوَ الرَّبُّ الَّذِي يَسْتَجِيبُ لِلَّذِينَ يَصْرُخُونَ إِلَيْ
مزمور 112 |سَعِيدٌ هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي يَتَرَأَّفُ وَيُقْرِضُ
سفر اشعياء 14 : 16 أَهذَا هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي زَلْزَلَ الأَرْضَ وَزَعْزَعَ الْمَمَالِكَ
مُبَارَكٌ الرَّجُلُ الَّذِي يَتَّكِلُ عَلَى الرَّبِّ،
"مَنْ هُوَ الَّذِي يَغْلِبُ الْعَالَمَ، إِلاَّ الَّذِي يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ابْنُ اللهِ؟"


الساعة الآن 06:09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025